كذبة الجمعة البيضاء وتخفيضات مضللة والمستهلك هو الضحية في هذه الأيام من كل سنة، وما يتعرض له من وابل من الإعلانات والعروض الوهمية الغرض الأساسي منها جذب المشتري والتخلص من السلع الراكدة وتحقيق أكبر قدر من عمليات البيع خلال هذه الأيام.
كذبة الجمعة البيضاء
كذبة الجمعة البيضاء White Friday
كثيرًا ما نسمع ونرى عبارات وجمل مثل (عروض الجمعة البيضاء) (خصومات تصل إلى ٧٠%) (اشتري قطعتين والثالثة مجانا) في كل مكان من حولنا، كلها عبارات وعروض وإغراءات تسويقية تهدف إلى جذب العميل وتحقيق أعلى معدلات المبيعات اليوم بين المستهلك الذي يرغب في الحصول على أفضل الصفقات وأكبر عدد وجودة من المنتجات، ومن بين أصحاب المتاجر، فإنهم جميعًا يسعون لتحقيق أعلى معدل مبيعات وتحقيق أقصى ربح.
خصومات كبيرة على جميع المنتجات، ووسط قلة الوعي العام، يقع المستهلك في فخ العروض الوهمية والتخفيضات الوهمية ليثبت أنه ضحية طمع وجشع التجار، نادرًا ما يحصل المستهلك على عرض حقيقي أو أى استفادة من هذه العروض.
أصل تسمية الجمعة السوداء Black Friday
الجمعة البيضاء في مصر وخداع المستهلك
من ناحية أخرى، يطلق عليها في مصر الجمعة البيضاء، ويقوم البائعون بتفعيلها كل جمعة في نوفمبر وليس الجمعة الأخيرة من الشهر فقط، وذلك لمواصلة عملية الترويج والبيع للمنتجات، بالإضافة إلى إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، وعروض الشحن المجاني وخصومات كبيرة على منتجات مختلفة، ولكن هناك بعض البائعين الذين يقدمون خصومات وهمية ويحتفظون بأرباحهم، وهو عكس ما يحدث في الأسواق الأجنبية.
وقد أبدى المواطنون استيائهم من تلك العروض والخصومات المضللة. فبعضهم يعتقد أن الخصومات ليست حقيقية، والبعض الآخر يرى أن التجار كانوا يخدعون المستهلك بأسعار مضاعفة ومنتجات ذات جودة رديئة وأن العروض أصبحت خدعة، وما هى الا عملية غش للمستهلك المصري من قبل أصحاب المحلات والمتاجر.
- يرى المهندس أحمد فهمي أن معظم المنتجات باهظة الثمن يمكن العثور عليها إما في المتاجر وتقديمها على أنها جديدة، بحيث يجد المتسوق الحيلة التي واجهها بعد الشراء.
- يقوم أصحاب المتجر بمضاعفة سعر المنتجات قبل الجمعة البيضاء ثم عمل تخفيض لسعر المنتج أثناء الجمعة البيضاء مما يضمن بيع المنتجات بربح مضاعف باستخدام هذه الحيلة، على سبيل المثال منتج سعره الاصلى والحقيقى ٩٠ج قبل الجمعة البيضاء يرفع التجار السعر ل ٢٠٠ج وأثناء الجمعة البيضاء يقوم أصحاب المحلات بخصم ٥٠٪. هنا يبيع التاجر المنتج بأعلى من سعره الحقيقي عن طريق خداع المستهلك.
وقد شدد على ضرورة أن يكون لدى المستهلك وعي كاف لتلافي الوقوع فريسة لأصحاب المحلات والعروض المقلدة، والتحقق من سعر المنتج قبل العروض وبعدها.
عروض الجمعة السوداء في الخارج وكذبة الجمعة البيضاء في مصر
شدد الاقتصاديون على عدم وجود مقارنة بين عروض وخصومات "الجمعة السوداء" في الخارج و "الجمعة البيضاء" في مصر.
- يقول الخبير الاقتصادي د.صلاح الدسوقي إن هناك فارقا كبيرا بين الوضع التجاري في الدول الأوروبية ومصر، خاصة في "الجمعة السوداء" التي تقام في نوفمبر من كل عام، لأن في الخارج هدف التخفيضات في نهاية المطاف. من الموسم الرغبة في التخلص من جميع البضائع الأخرى بالكامل لتوفير تكاليف التخزين والصيانة وتحسين الوضع المالي، فضلًا عن أن التجار فى الخارج على معرفة تامة أن تلك التخفيضات ستعود بالنفع والفائدة الكاملة عليه، وليس خسارة من الإيرادات بالنسبة له بل هو إضافة له لأن بمقابل هذا الخصم سيوفر مصروفات أخرى كالتخزين والمنتجات والسلع المتراكمة التى من الممكن أن تنتهى صلاحيتها.
- يضيف د.صلاح الدسوقي أن العكس تمامًا يحدث في مصر، حيث يستخدم معظم التجار مبدأ الفهلوة، ويستغلون هذه المناسبة كل عام لرفع الأسعار وتقديم خصومات وهمية، ولا يعتقدون أن الخصومات ستفيدهم. لكنهم يريدون الاستفادة أكثر فأكثر، لذلك لا نجد خصومات حقيقية، بل هى وسيلة لجذب وخداع المستهلك، وعندما يحدث هذا، فإن مثل هذه العروض لا يمكن الاعتماد عليها من قبل المستهلك مع مرور الزمن، وبالتالي يكون الطلب عليها محدودًا، على عكس بداية ظهور "الجمعة البيضاء" في مصر، كان الطلب مرتفعًا، ولكن بعد اكتشاف الخصومات الوهمية من حين لآخر، بدأ الحضور في الانخفاض واكتشف المستهلك تلاعبًا في الأسعار.
يؤكد الدسوقي أن البائع يعتقد أنه يحصل على المنفعة على الفور، لكنه لا يعلم أنه لن يحصل على المنفعة على المدى الطويل لأنه لن يتمكن من الاحتفاظ بالمشتري بعد ذلك، بالإضافة إلى أن بعض مواقع التجارة الإلكترونية تستفيد من هذه الخصومات الوهمية في هذه الفترة مما يدل على وجود درجة كبيرة من الجشع من جانب التجار، وعدم وجود ممارسات تجارية موثوقة، مما يدل على ضرورة تدخل الحكومة في السيطرة على الأسواق والخصومات الوهمية، وأنهم يخضعون لتدقيق فعال، حيث يعتبر التلاعب في هذا الأمر احتيالًا تجاريًا يتم ملاحقته وتجريمه.