نقترح لك

استثمارات قطر الضخمة لتنظيم كأس العالم - هل يُحسب لها أم عليها؟

استثمارات قطر الضخمة لتنظيم كأس العالم 2022، فقد تجاوز حجم الاستثمار من أجل استضافة كأس العالم في قطر حد 200 مليار دولار، وما زال هناك من يتحدث بأن قطر لن تقدم نسخة جيدة من كأس العالم!!، هم فقط لا يريدون أي نجاح عربي أو إسلامي في أي مجال من المجالات.

استثمارات قطر الضخمة لتنظيم كأس العالم - هل يُحسب لها أم عليها؟
استثمارات قطر لاستضافة كأس العالم 2022

وعلى الجانب الآخر، هناك من يلومون على هذا الكم الهائل من الإنفاق في شيء ترفيهي من وجهة نظرهم، وأنه بدلًا من إنفاق هذه المبالغ الضخمة على كأس العالم من أجل 28 يوم في حدث كروي وإن كان عالمي، فكان يمكن إنفاقها في البلاد العربية من خلال الاستثمارات والإقراض والتمويل وغيرها من أشكال الدعم، فهل الاستثمارات القطرية من أجل تنظيم بطولة بهذا الحجم أمر يُحسب لها أم عليها؟، هذا ما نتحدث عنه بالتفصيل خلال السطور التالية، فتابع معي.

سوء الأحوال الاقتصادية ليست في قلة الأموال

وهل تظن أن مشكلة أوطاننا هي ضيق المال أو بمعنى قلته لا والله، للعلم مصر وغيرها من بلاد المغرب العربي بها من الموارد ما يكفيها ويكفي العالم الإسلامي أجمعه وليس العربي فقط، ولكن المشكلة كانت وستكون في سوء إدارة الثروات، وتخبط آلية الاستثمار سواء المحلي والأجنبي بسبب العوائق الاقتصادية الموجودة للمستثمرين، واضطراب السوق المحلي والتضخم الذي يضرب العالم وخصوصًا الدول النامية ومنها مصر.

والسؤال هنا كم من الأموال دخلت البلاد سواء كان ذلك من خلال استثمارات اجنبية أو عربية؟ وكم استدانت مصر من البلاد العربية؟ وكم قرض تم اقتراضه من صندوق النقد العالمي؟، وكم مرة تم تمويل البلاد من خلال حزم تمويلية إقليمية وعالمية؟، هنا يتبين لنا أن المشكلة الأساسية ليست في تدفق الأموال لداخل البلاد، ولكنها إدارة تلك الأموال والقرارات الاقتصادية التي ترفع أو تحط من الشأن الاقتصادي للبلاد.

استثمارات قطر في مصر

تعود استثمارات قطر في مصر إلى الواجهة مرة أخرى، وذلك بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أمير قطر تميم بن حمد، وهو ما جاء بعد دعوة من الأمير القطري، وقد خرجت هذه الزيارة بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين الصندوق السيادي المصري للاستثمارات وجهاز قطر للاستثمار.

قال الخبير الاقتصادي عادل عامر إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قطر من الزيارات المهمة للاقتصاد المصري، خصوصًا وأن قطر كان لها استثمارات في مصر تتجاوز الـ 50 % قبل أحداث 25 يناير وما بعدها، حيث كانت قطر ثالث أكبر بلد استثماري بعد السعودية والامارات في مصر.

ومن الجدير بالذكر، أن عودة العلاقات بين البلدين قد تسفر عن عودة هذه الاستثمارات، بل وزيادة فرص الاستثمار وجذب الكثير منها داخل مصر، وهو ما يدعم الاقتصاد المصري خلال هذه المرحلة الصعبة، ويفتح الكثير من فرص العمل أمام شباب مصر، وحل العديد من المشاكل الاستراتيجية والاقتصادية في مصر.

استثمارات قطر في فرنسا وبريطانيا ونكران الجميل

الاستثمارات القطرية في فرنسا وبريطانيا تتجاوز 100 مليار دولار تقريبًا، فهذا يعتبر ضرب من الجنون، وقد تهدف قطر من خلال ذلك إلى تنوع المحفظة الاستثمارية عالميًا، ووضع قدم لها واستثمارها في دول ذات مستوى معيشي مرتفع. ولكن ما يُعاب عليها في ذلك، أن كم الاستثمار ضخم في دول تهاجمها الآن لاستضافتها لكأس العالم، وتهاجمها بشكل لم يسبق من قبل لأي بلد قامت بتنظيم هذا المحفل الكروي العالمي، وهو ما يمكن أن نطلق عليه نكران الجميل من الجانب الغربي وهو ما تعودنا عليه.

وهنا يمكن انتقاد قطر وجهاز قطر للاستثمار عند شراء نادي باريس سان جيرمان، وصرف الأموال الطائلة في تلميع النادي ورفع قيمته السوقية، وجذب أفضل لاعبي العالم إلي النادي الباريسي من خلال عروض خيالية وأموال ضخمة، وهو ما يعد كارثة وخصوصًا أن النتائج الرياضية لم تفي بالمطلوب، وهو ما يعرف بالاستثمار الكروي السفيه المبالغ فيه.

أما أن تترك كل هذا، وتنتقد الاستثمارات الممولة لإقامة كأس العالم وما ينتظره العالم بأجمعه، فمن الجدير بالذكر، أن كأس العالم يجمع ما يقارب نصف العالم لمتابعته سواء بزيارة البلد المستضيف أو من وراء الشاشات، فهو حدث عالمي محط أنظار العالم كله، فإن الموضوع أكبر وأوسع من إن نحصره في الإنفاق الهائل الأهوج على تنظيم الكأس العالمية، بل له وجوه عدة ومزايا قد لا تعلمها عزيزي الذي تنتقد.

ماذا تستفيد قطر من استضافة كأس العالم؟

بشأن المال المدفوع والاستثمارات القطرية في كأس العالم، تبدو لمن لا يعرف معنى استثمار واقتصاد وسياسة في عالمنا الحالي أن صرف هذا المال بالسفه وعدم تقدير الأمور بشكل الصحيح، ولكن للقضية وجوه أخرى لماذا لم تقل أنها تسوق لنفسها وللعالم العربي في هذه المناسبة العالمية وأننا قادرون كعرب ومسلمين أن نقدم أفضل مما يقدم الغرب؟، لماذا لا تقول أن قطر صرفت هذه المبالغ الضخمة من أجل تسويق العادات والتقاليد العربية والإسلامية الكريمة التي يحجبها الإعلام الغربي عن شعوب العالم، وتصوير العرب والمسلمين كأناس همجيين لا يفقهون شيئًا؟ لماذا لا تظن أنها تهدف لإظهار العرب على أنهم أصحاب أصل وحضارة وقيم ومبادئ جاء بها الإسلام، وتحسين صورتهم التي شوهها إعلامهم المزيف أمام العالم والمجتمع العالمي؟.

الرياضة أخي ليست بهذه الصورة التي يصورها لنا على أنها شيء ترفيهي، ولكن الرياضة قوة ناعمة يمكن من خلالها الترويج لأى شيء فكرة أو بلد أو قضية، كما حدث في القضية الأوكرانية خلال حربها مع روسيا، وأيضًا يستغلها مجتمع المثليين للترويج لأفكارهم المنحرفة في أكبر الدوريات الأوروبية، يلزمك عزيزي المُنتقِد عند تقييم الأمور، أن تنظر لها من أكثر من زاوية لتتضح لك الرؤية الكاملة للمسألة دون الانتقاص وتصيد الأخطاء.

كعرب ومسلمين، لماذا علينا دعم قطر لتنظيم كأس العالم 2022؟

ومع اختلاف منظور كل واحد فينا عن كأس العالم في قطر، ينبغي الوقوف معها ودعمها للوقوف في وجه الغرب وهجماته التي تريد فشل هذا التنظيم لأنها لم توافق على شروطهم في دعم المثليين، فضلًا عن نظرة الحقد والاستعلاء عن أن بلد عربي تنظم مثل هذا الشيء فهو يفتح الباب لآفاق أخرى لا يريدها الغرب العنصري، فكيف لبلد عربي صغير يقوم بما لم يقم به من سبقوه؟!

في النهاية، استثمارات قطر الهائلة على استضافة كأس العالم 2022 لها من المنافع والايجابيات الكثير، فضلًا عن أن الاستثمار هو إنفاق المال لجلب المنافع سواء مادية أو غير مادية على المدى البعيد. ولنكن موضوعيين بشأن هذه الاستثمارات، فكما أن هناك سلبيات يوجد إيجابيات، وكما نذكر السلبيات، علينا ذكر الإيجابيات من وراء إقامة كأس العالم في بلد عربي إسلامي يراعي تعاليم ديننا وتقاليدنا العربية أمام العالم كله، فعلينا أن نفتخر وندعم تنظيم كأس العالم في قطر 2022.

لمقالات أكثر عن كأس العالم والاستعداد له والأحداث المتعلقة به، نتشرف بـ المتابعة  

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-