نقترح لك

عبارات خاطئة في التربية تؤثر على حياة أولادك | آثار التربية الخاطئة

عبارات خاطئة في التربية تؤثر على حياة أولادك سواء كانوا بنين أو بنات، فهذه الكلمات كفيلة أن تضعف شخصيتهم أمام الآخرين، وتبني مجتمع غير سوي مليء بالمفاهيم المغلوطة. خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم، نسرد لكم أكثر الكلمات السلبية الشائعة في التربية الخاطئة وآثارها على حياة أطفالنا.

عبارات خاطئة في التربية تؤثر على حياة أولادك | آثار التربية الخاطئة
آثار التربية الخاطئة

عبارات وكلمات خاطئة في التربية 

في مجتمعنا، هناك بعض العبارات والكلمات التي كثيرًا ما نسمعها، ونجد أنها تُأثر سلبيًا في حياة أبنائنا وبناتنا، لذا ذكرنا لكم هنا بعضًا منها، لنتناولها شرحًا ولنسرد آثارها على المجتمع. 

1. (ما تعيطش، انت راجل)

تتكرر هذه الجملة في كثير من البيوت للأطفال الذكور، ومعناها أن إظهار مشاعر الحزن والإحباط شئ سلبي يقلل من رجولته، ونشجعه أن يكبت حزنه ويخفيه، فلا يخرجه ويتغلب عليه.

فلا هو يلجأ لأحبابه مثل زوجته أقرب الناس إليه، أو أصدقائه ليواسوه، ولا هو يعبر عنه لكي يتفهم من حوله سبب تغير تصرفاته، أو أسلوبه الناتج عن الحزن؛ فتتراكم المشاعر السلبية لمدة طويلة لدى الرجل ويعانى الآم هذا التراكم، ويشعر المحيطون به بالحيرة والإحباط.

2. (اللي يضربك اضربه، ما تبقاش "بنت" أو ما تبقاش "عيل"):

الرسالة هنا أن الرجل لا يلجأ إلى سلطة أعلى لأخذ حقه، فهذا متروك "للضعفاء في المجتمع"، أما الحرب القوي فيأخذ حقه بالقوة.

فبدلًا أن نشجع على الصبيان على اللجوء إلى مُدرسة الفصل، أو الكابتن أو الشخص المسئول عن حمايتهم في أماكن تواجدهم، نشجعهم على رد العنف بالعنف، ونغرس فيهم قيمة

(قانون الغابة)، ثم نندهش لانتشار البلطجة في المجتمع، والصوت العالي، واللجوء للعنف في مشكلات بين أبناء المجتمع الواحد، أو حتى لجوء الرجل لحل مشكلاته الزوجيه بالعنف البدني أو اللفظي.

والأغرب، نتعجب لتبني المرأة نفس هذا الأسلوب، فنندهش عندما نراها ترفع صوتها وتتلفظ بكلمات مؤذية للحصول على حقها، متناسين أنه أصبح أسلوبًا عامًا نتائجه جيده، ونندهش

بينما نحن في الحقيقة نعود إلى بيوتنا لنردد نفس الجملة لأبناءنا لنغرسفيهم مرة أخرى قيمة الحلول الفردية بعيدًا عن احترام القانون وتطبيقه.

3. (ظِل راجل ولا ظِل حيطة)

حجر أساس في كثير من البيوت المصرية، رسالة عند الفتاة والشاب عند الزواج، بعيدة تمامًا عن مفهومنا التقليدي وموروثنا الثقافي عن الزواج المبني على المودة والرحمة، والهدف والمشروع الواحد الذي يجمع زوجين، رسالة أن (التواجد كرمز اجتماعي) كافٍ لإكساب الرجل وضعه في الأسرة، ولتغاضي المرأة أي مساهمة أخري كانت تتمناها منه.

رسالة خطيرة لأنها بمثابة وعد كاذب للرجل بضمان وضعه الإجتماعي، بغض النظر عن جهده المبذول في إنجاح علاقة الزواج، ورسالة أخطر لجيل من النساء صدقن هذه المقولة واخترن أن يعشن في كنف رجل بلا عطاء لها ولا لأولادها ولا لبيتها، فتعلمت أن تعتمد على نفسها في كل شئ، إلى أن أدركت أن (ظل هذا الرجل) لم يُضف كثيرًا، بل منعها من تحقيق حلمها مع رجل أكثر عطاءًا.

4. (مهما حصل؛ في الآخر الست هي البيت، هي المسئولة عن نجاح البيت أو فشله)

مقولة خطيرة للرجل أولًا، لأن الزواج مثل أي علاقة إنسانية مبنية على الطرفين، ومهما بذل طرف من عطاء لإنجاحها، فهو حرث في البحر أذا لم يقابله عطاء من الطرف الآخر.

فعندما نربي أبنائنا على عدم العطاء في أهم علاقة في حياتهم، والتي تُبنى عليها سعادتهم وسعادة أبنائهم، بل يُبنى عليها جزء كبير من نجاحهم المهنى والإجتماعي أيضًا، فنحن نغرس بذور التعاسة في المستقبل، يجنى ثماارها الرجل وزوجته وأبناؤه.

أما بناتنا؛ فعندما نربيهن على هذه الجملة، فإننا نزرع بذرة الإحساس بالذنب مع كل مشكلة زوجية تواجههن. إحساس يعيق قدراتهن على التعبير عن مشكلاتهن في العلاقة، وعن إيجاد حلول مشتركة مع الزوج لحلها، ويجعل كثيرًا من السيدات المصريات يدفعن ثمن فشل زواجهن، سواء قررن الإستمرار في زواج تعيس لتفادي وصمة (الزوجة الفاشلة أو المطلقة) ، أو قررن أن يطلبن الطلاق فيواجهون اللوم والنقد والتهم، من القريب ومن البعيد لأنهن فشلن في الحفاظ على بيوتهن.

وبعيدًا عن مفهوم العدالة فهذا الوضع لا يحافظ على العلاقة الزوجية، ولا على البيت؛ حيث إن الحفاظ عليه يحتاج إلى قدرة على التواصل والتعبير عن المشاعر والاحتياجات والرغبة في الفهم والوصول إلى مناطق تلاقٍ وتفاهم.

5. (الرجل مايعيبهوش إلا جيبه)

مقولة في قمة القسوة في مجتمع وزمن نسبة من يتعدى دخلهم الخمسة الآف جنيهًا شهريًا لا تزيد عن ١٥٪ من الشعب. هي رسالة عجز وكسر لقيمة الإنسانية، وليست الرجولة فقط أن نربط وضعه داخل أسرته بقدرته المالية، والتي نعلم أنه لأسباب كثيرة تكون خارجه عن إرادته؛ وكان الأجدى أن نغرس في أبنائنا قيمة الجهد والإتقان؛ لأنها كانت غالبًا ستحفز على العمل وبذل جهد أكبر لضمان دخل الأسرة، وكان الإحساس بالذات والفخر سينبع من جودة العمل وإتقانه، بدلًا من مقياس مادي يعرف الزوج والزوجة أنه لن يتحقق، فيقال من ثقة الزوج بدوره في الأسرة، ويقلل من قيمته في نظر زوجته، والتي في كثير من الأحيان - وبسبب أنها تربت على هذه المقولة - ترى مساهمتها في مصاريف الأسرة وعملها وكأنه نزول في السلم الإجتماعي بسبب عدم قدرة زوجها على أن يوفي بمسئولياته المادية، وهي مرة أخرى نظرة بعيدة كل البعد عن فكرة البناء والسند والشراكة في موسسة الزواج.

في كل مما سبق ذكره، نحن نسلب الطفل الذكر -الذي سيصبح رجلًا فيما بعد- مهارات ومفاهيم بديهية لبناء علاقات سوية، ليس فقط مع زوجاتهم وإنما مع الآخر بشكل عام.

فمهارات التواصل وحسن التصرف في الأزمات، والحكمة والهدوء والعطاء والسند، والمسئولية تجاه الزوجة والأبناء سواء كانت مادية أو نفسية أو مجرد إحساس الطمأنينة الذي نُحسه في علاقة نعلم فيها أن كلا الطرفين مستثمر فيها.

وزرعها في الأنثى وهي طفلة، بمثابة سلب لبصيرتها السليمة، ولقوتها النفسية المطلوبة لضبط دفة مركب الحياة الزوجية في الأزمات قبل فوات الأوان.

العدل اساس أي علاقة، فلا تظلموا أبناءكم وتربوهم على غير ذلك، فتكونوا سبب تعاستهم، ثم تتحملوا وزرهم ووزر زوجاتهم وأبنائهم.

ختامًا، يجب أن نتخلص من هذه العبارات والمصطلحات شديد الوقع على أولادنا، إذا أردنا مجتمع واعي بحقوقه وواجباته، وأن ننتبه للكلمات التي تخرج من أفواهنا لأطفالنا، لأنها البذور التي تزرع العقلية؛ التي ترسم الحياة التي يعيشها أولادنا فيما بعد.

نتمنى أن قد وفقنا لتقديم معلومة فريدة وجديدة لكم، ونود منكم متابعة موقعنا من هنا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-