سنن مهجورة عن النبي صلى الله عليه وسلم علينا التعرف عليها في مولده الشريف، لعل أفضل طريقة للاحتفال بالمولد النبوي هو إحياء سنة مهجورة عنه عن طريق العلم بها و العمل بها و تذكير الناس بها، لقوله صلى الله عليه وسلم "من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من أجورهم"، لذا نسرد لكم أحبابي في الله أبرز 40 سنة نبوية مهجورة علينا الإلمام بها ونشرها بيننا لكي نحصل خيرها، فهو رسول الخير محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فتابعوا معنا.
السنن المهجورة عن النبي ﷺ
السنن النبوية المهجورة هي الأفعال والأقوال التي قالها النبي عليه الصلاة والسلام وأمر بها، وقد تغافل عنها عامة المسلمين في هذا الزمان مع تفاوت منزلة ودرجة هذه السنة النبوية، فهناك ما أكد عليه النبي الكريم وواظب عليه صل الله عليه وسلم، ومنه ما لم يواظب عليه. قد يكون هجران سنن الرسول صل الله عليه وسلم؛ إما تكون سنن منسية عند البعض أو مجهولة عند البعض الآخر، لذلك دورنا هنا ذكر أهم سنن النبي المهجورة خلال السطور التالية، مع توضيح فضل إحياء السنن المهجورة عن الرسول ﷺ في الدنيا والآخرة.
أهم 40 سنة نبوية مهجورة
هنا نذكر لكم أبرز سنن مهجوره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تركها عموم المسلمين أما سهوًا أو جهالة، وهي كالتالي:
1. التيمن
يقصد به المبادرة باليمين عند القيام بأي شيء، حيث كان يبدأ الرسول ﷺ عند التنعل أو ارتداء اللباس باليد أو الرجل اليمنى، وعند خلع الملابس أو نزعها بدأ بالشمال، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال، ليكن اليمنى أولهما تنتعل وآخرهما تنزع" رواه البخاري.
وعن السيدة عائشة زوج رسول الله رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع، في شأنه كله، في طهوره وترجله وتنعله".
2. النوم على طهارة
الكثير منا يسهو عن هذه السنة التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن البراء بن عازب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيتَ مضجعكَ، فتوضأ وضوءَكَ للصلاةِ، ثم اضطَجِعْ على شِقِّكَ الأيمنِ، ثم قل: اللهم أسلمتُ وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا مَنْجى منك إلا إليك، اللهم آمنتُ بكتابِك الذي أنزلتَ، وبنبيِّك الذي أرسلتَ، فإن مُتَّ من ليلتِك، فأنت على الفطرةِ، واجعلْهُن آخِرَ ما تتكلمُ به" رواه البخاري.
3. الدعاء قبل النوم
أيضا من السنن المهجورة عن النبي هي الدعاء عند النوم، فبعد إسباغ الوضوء ثم الذهاب للنوم، علينا قول أذكار النوم ومنها دعاء كان يدعو به رسول الله وهو كالتالي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أوى أحدُكُم إلى فِراشِهِ فلينفُض فراشَهُ بداخلةِ إزارِهِ، فإنَّهُ لا يَدري ما خَلَفَهُ عليهِ، ثمَّ يقولُ : باسمِكَ ربِّي وَضعتُ جَنبي وبِكَ أرفعُهُ، إن أمسَكْتَ نفسي فارحَمها، وإن أرسلتَها فاحفَظها بما تحفَظُ بِهِ عبادَكَ الصَّالحين".
4. المحبة في الله والإخبار بها للطرف الآخر
قد جاء عن النبي الكريم في الحديث "إذا أحبَّ الرجلُ أخاه فلْيخبره أنه يحبُّه" صحيح أبي داود، لذا عليك أخي الكريم أن تصرح لأخيك المسلم بالمحبة، بأن تقول له إني أحبك في الله، وإذا أخبرك أحدهم بذلك قم بالرد الذي جاء أيضًا عن نبينا "أحبك في الذي أحببتني فيه".
5. الحرص على أداء أعمال يستمر أجرها بعد الموت
قد ضاعت هذه السنة في هذه الأيام، فلم يعد أحد يهتم بماذا يفعل؟ والقليل الذي يحاسب نفسه؟ داوم أخي الفاضل على الأعمال التي يدوم أثرها لما بعد الممات، مثل ترك علم ينتفع به أو صدقة جارية أو تربية الأبناء على طاعة الله وتقوى الله حتى يدعو لك بعد موتك، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبع يَجري للعبد أجرهن، و هوَ في قَبرِه بعدَ موتِه: مَن علَّم علمًا، أو أجرَى نهرًا، أو حفر بئرًا، أوغرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته" الألباني (صحيح الجامع).
6. سجود الشكر عند حدوث نعمة
سنة من سنن الرسول المهجورة عنه هي السجود للشكر عند الحصول على ما يسر أو ما يُفرح العبد، نادرًا ما تجد إنسان يسجد لله شاكرا عند سماع أخبار سارة أو شيء من هذا القبيل.وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:(وكان من هديه صلَّى الله عليه وسلَّم وهدي أصحابه، سجود الشكر عند تجدد نعمة تسر، أو اندفاع نقمة). عن أبي بكرة بكار بن عبد العزيز رضى الله عنه قال عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " أنه كان إذا جاءه أمر سرور أو بشر به خر ساجدًا شاكرًا لله" صححه الألباني.
7. المضمضة بعد شرب اللبن أو الطعام الدسم
يستحب المضمضة بعد تناول الحليب وخصوصًا الدسم منه، وهي من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان يواظب عليها، فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم شرب لبنًا فمضمض وقال: (إنَّ لـه دسمًا) متفق عليه. قال الإمام ابن حجر في كتابه الفتح: "فيه بيان العلة للمضمضة من اللَّبن، فيدل على استحبابها من كل شيء دسم".
8. الدعاء بعد الأكل والشراب
كثير من الناس إن لم يكن كلهم ينسى الدعاء بعد شرب اللبن أو تناول الطعام والشراب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه"، وعند احتساء الحليب يقول "اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه". فلا تنسوا هذه السنة البسيطة المتروكة من قبل عامة المسلمين.
9. لعق القصعة والإناء
تعتبر من السنن النبوية المهجورة والتي يغفل الكثير عنها، فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أنس أنه قال: "فإنَّكم لا تدرون في أيِّ طعامكم البركة" رواه مسلم. لذا أمرنا عليه الصلاة و السلام بمسح الإناء فهي من سنن نبينا المهجورة. وأيضًا لعق الأصابع بعد الأكل وقبل غسل اليدين، فهي سنة مهجورة لرسول الله.
10. مسح اللقمة الساقطة على الأرض وتنظيفها ثم أكلها
وهذه السنة النبوية من أكثر السلوكيات والسنن المنسية والمهجورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يستغرب الكثيرون من هذه السنة، وهذا لجهلنا بالسنة الشريفة، فقد ورد في الحديث الشريف؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَمر "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من الأذى، وليأكلها، ولا يدعها للشَّيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتَّى يلعق أصابعه، فإنَّه لا يدري في أيِّ طعامه البركة".
11. الجلوس أثناء شرب الماء والشرب على ثلاث
من السنن المهجورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجلس أثناء الشراب، ويتنفس خارج الإناء ثلاثًا فقال "إنه أروى، وأبرأ، وأمْرأ) متفق عليه.
12. صلاة ركعتين عند التوبة من الذنب
روى عن النبي ﷺ في حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال " ما من رجلٍ يذنب ذنباً، ثمَّ يقوم فيتطهر، ثمَّ يصلِّي - وفي رواية: ركعتين - ثمَّ يستغفر الله؛ إلا غفر الله له" رواه أبو داود والترمذي، وصحَّحه الألباني، وتعد هذه السنة من السنن المتروكة عن نبينا الكريم التي أوصانا بها للتوبة من الذنوب.
13. كتابة الوصية
تكاد تكون معدومة في هذه الأيام، فمن منا يكتب وصيته قبل أن ينام، نادرا ما نجد من يوصي بشيء إلا أن يكون غنيًا وكبير السن، ولكن الرسول أمر بها ووصى بكتابة الوصية حتى لو كنت شاب صحيح الجسم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه، يبيت فيه ليلتين) وفي رواية: (ثلاث ليال إلا ووصيته مكتوبة عنده" متفق عليه.
14. التعرض للمطر عند نزوله
سنة من جملة السنن النبوية المهجورة هي تعريض ما يمكن كشفه من الجسم دون العورة لمياه المطر، فهي من السنن الفعلية التي كان يقوم بها الرسول عليه الصلاة والسلام، وهنا نستدل بحديث أنس قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مطر. قال: فحسر "أي: كشف" رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله! لِمَ صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديث عهد بربِّه" رواه مسلم.
15. تخصيص ورد يومي للصلاة على النبي
جعل بعض الوقت من اليوم للصلاة والسلام على رسولنا الكريم من السنن التي غاب فعلها والتي غفل عن فضلها المسلمون فانتشر تركها من قبل الناس في هذا العصر، وما لنا إلا أن نُذكر بها وفضلها من خلال حديث أبي بن كعب أنه قال: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت»، قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا تُكفى همك، ويُغفر لك ذنبك».
16. دعاء قنوت صلاة الوتر
هناك الكثير ممن يصلي صلاة الوتر بعد صلاة العشاء ويختم بها ليلته، ولكن القليل من يدعو يدعاء هذه الصلاة؛ والمأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي يدعو به في قنوت صلاة الوتر (بعد الرفع من الركوع)، فبعد أن تقوم من الركوع في ركعة الوتر، تقول هذا الدعاء "اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت".
17. قول "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"، بعد القيام من المجلس وبعد قراءة القرآن وبعد الصلاة، وهذا ما جاء عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
18. ذكر سماع صوت الرعد من السماء، الذي ينساه الكثير من الناس عند حدوث رعد وبرق، فقد ثبت عن عبد اللَّه بن الزبيرِ رضي الله عنه عن النبي: "أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ".
19. قول " اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها" عند وقوع مصيبة أو مكروه لك أو لأحد تحبه، فعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها) إلا أخلف الله له خيرًا منها.
ختامًا، قد ذكرنا 40 سنة من سنن النبي المهجورة في هذه الأيام، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر، فهناك من السنن ما لم نذكرها بسبب النسيان أو السهو أو أنها ليست مهجورة بشكل واسع؛ أي أن هناك كثير ممن يفعلها. وفي الأخير، أحببت أن أذكر نفسي وأياكم بسنن نبينا ورسولنا الكريم المتروكة، لعلي أكون ممن أحيا سنة من سنن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
لو قدرنا نقدم لك معلومة جديدة فدعمنا بـ المتابعة ❤