شرح المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة التي تغضب إسرائيل وتحرجها أمام العالم، فقد تطرق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حديثه اليوم إلى المادة رقم 99 من الميثاق، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي تحدث في غزة، وهو ما أثار غضب إسرائيل خلال انعقاد المجلس، حيث لوح بها أمين عام الأمم المتحدة اتجاه ما يحدث في غزة. فما مضمون هذه المادة؟ وما أهميتها؟ ولماذا أزعجت الكيان المحتل؟ وهل من الممكن تفعيلها؟ للإجابة عن كل هذه الأسئلة، تابع معنا هذا المقال من موقع مقال دوت كوم.
شرح المادة رقم 99 من ميثاق الأمم المتحدة
تنص هذه المادة التي تم التوقيع عليها سنة 1945 بمدينة سان فرانسيسكو على أن بإمكان الأمين العام بالأمم المتحدة تنبيه مجلس الأمن تجاه أية قضية يرى أنها الممكن أن تقوم بتهديد حفظ السلم والأمن الدوليين. وجاء الحديث عن شرح مادة 99 من ميثاق الامم المتحدة بعد أن قام أنطونيو غوتيريش بتفعيل هذه المادة، حيث أنها المرة الأولى التي يستخدمها منذ توليه منصب الأمين العام في سنة 2017.
وقد استخدم غوتيريش ببعض الصلاحيات التي يمنحها له الميثاق، وتعد هذه المادة من أقوى الأدوات التي يملكها، ويحاول من خلالها وقف إطلاق النار على المدنيين في غزة والقذف الذي يتعرضون له منذ أكثر من 50 يوم. ومن الجدير بالذكر، أن هذه المادة لم تفعل من عقود حتى الآن؛ منذ الحرب الباكستانية الهندية عام 1971.
أهمية المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة
تتمثل أهمية هذه المادة في أنها تعد جرس إنذار للقوى العالمية ومجلس الأمن الدولي اتجاه مسألة معينة، قد تضر وتخل بالسلام والأمن العالمي، وهو ما حذر منه الأمين العام غوتيريش في حديثه عن أننا أمام كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وقد طالب بتدخل عاجل من مجلس الأمن لإيقاف هذه الإبادة التي تحدث لأهل غزة.
سبب غضب إسرائيل من المادة 99
ليس لأنها قد تلزمها بوقف القذف وإطلاق النار على المدنيين العزل، لأن في الأساس هذه المادة هي مادة غير ملزمة، وإنما هي أداة تنبيه بأن هناك خطر على حفظ السلام في العالم أو أي فعل يترتب عليه كارثة بشرية، ولكن ما يغضب اسرائيل حول تفعيل المادة 99 من قبل الأمين العام للأمم المتحدة هو رسالة ضمنية للعالم على أن ما يحدث في غزة وأهلها اليوم هي إبادة جماعية يقوم بها الكيان المحتل، وتشويه صورته أمام العالم أجمع، وفضح حقيقة هذا الكيان المزعوم، وأنه هو الإرهاب الحقيقي في المنطقة بلا منازع.
هل من الممكن تفعيل المادة 99 من الميثاق في حرب غزة؟
نعم بكل تأكيد، يمكن للأمين العام تفعيلها وما تنص عليه، ولكن السيئ هي أنها أداة ضعيفة وغير ملزمة للطرف المعتدي بالتوقف والرجوع، حيث يلزم لفعاليتها اللجوء إلى بنود الفصل السابع من الميثاق، والذي يخول مجلس الأمن سلطة اتخاذ ما يلزم من تدابير لحفظ السلم والأمن الدوليين بما في ذلك إصدار قرارات بفرض وقف لإطلاق النار، ويفرض كذلك على مجلس الأمن واجب التحرك الفوري لوقف الحرب على غزة حفاظا على سمعته ومكانته كضامن للسلم والأمن الدوليين.
إن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة هو من يخول مجلس الأمن سلطة اتخاذ تدابير عسكرية إلزامية لوقف الحرب على غزة، بما في ذلك إصدار قرار بوقف إطلاق نار فوري تلتزم به إسرائيل، مؤكدا أنه من غير المرجح أن يتخذ مجلس الأمن قراراً فاعلاً بشأن الحرب على غزة نظراً للدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل والاستخدام المتكرر للفيتو ضد أي مشروع قرار يدينها أو يلزمها بوقف أعمالها العدائية على القطاع.
ختامًا، لقد جاوبنا خلال هذه المقالة عن أبرز الأسئلة المتعلقة بالمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة الصادرة عام 1945، والتي أحدثت ضجة إعلامية كبيرة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والقنوات العالمية، وذلك بعد التلويح بها من طرف الأمين العام بالأمم المتحدة اتجاه ما يحدث في قطاع غزة من انهيار للنظام الإنساني على حد قوله.
لو أعجبك المحتوى وقدرنا نفيدك يسعدنا دعمك لنا بـ المتابعة ❤