لماذا حذرنا الرسول من وقت المغرب؟ سؤال يتكرر على ألسنة الكثير من المسلمين، خاصة الآباء والأمهات الذين يبحثون عن حماية أبنائهم. هذا التحذير النبوي لم يكن خوفًا من وقت المغرب نفسه، فهو وقت مبارك تُقام فيه صلاة عظيمة، وإنما كان تحذيرًا من أمر محدد يحدث في هذه اللحظات، وهو وقت انتشار الشياطين مع أول دخول الليل. نستعرض معكم خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم سر هذا التحذير، وأدلته من السنة، والحكمة الروحية والعلمية وراءه.
الدليل النبوي على التحذير من وقت المغرب
ورد في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "إذا كان جنح الليل – أو أمسيتم – فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله" [رواه البخاري ومسلم].
شرح حديث الرسول عن وقت المغرب
- جنح الليل: أول دخوله، وهو وقت المغرب مباشرة.
- كفوا صبيانكم: أي امنعوهم من الخروج أو اللعب في الخارج.
- الشياطين تنتشر: تخرج وتتحرك بسرعة بحثًا عن أماكن وأهداف، وقد تؤذي من تلقاه.
- أغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله: حماية من دخول الشياطين.
ما الحكمة من نهي الرسول عن الخروج وقت المغرب؟
تكمن الحكمة من نهي النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الخروج من وقت المغرب؛ فيما يخص الأطفال،
الحكمة الروحية من التحذير
- وقت المغرب يشهد نشاطًا أكبر للشياطين، وهو أمر غيبي أخبرنا به النبي ﷺ.
- الأطفال أكثر عرضة للأذى لأنهم أقل وعيًا بالأذكار والتحصين.
- غلق الأبواب والتسمية يحفظ البيوت من دخول المخلوقات المؤذية.
التفسير العلمي المحتمل لتجنب الخروج وقت المغرب
مع أن الأمر في أصله غيبي، إلا أن العلم الحديث يعطينا مؤشرات لفهمه:
- نشاط الكائنات الليلية: مثل البعوض والخفافيش وبعض الحشرات التي تلدغ وتنقل الأمراض.
- تغير الضوء والمناخ: وقت الغروب يشهد تغيرًا سريعًا في الإضاءة والرطوبة، مما يزيد حركة الحشرات والكائنات الدقيقة.
- مرحلة الانتقال البيئي: في علم الأحياء، هناك كائنات تُسمى crepuscular animals تنشط في الشفق، وهو ما قد يفسر انتشار الأذى في هذا الوقت.
كيف نحمي أطفالنا وقت المغرب؟
- إدخال الأطفال إلى المنزل قبل الغروب مباشرة.
- غلق الأبواب والنوافذ مع قول "بسم الله".
- قراءة أذكار المساء وآية الكرسي والمعوذات.
- تعليم الأطفال أهمية التحصين بالأذكار قبل النوم.
خلاصة القول، تحذير النبي ﷺ من وقت المغرب ليس تحذيرًا من الوقت نفسه، بل من المخاطر التي قد تحدث فيه، خاصة للأطفال. الجمع بين التوجيه النبوي والإجراءات العملية يوفر الحماية من الأذى. فلنحرص على تطبيق هذا الهدي النبوي، فهو يجمع بين الحكمة الشرعية والوقاية الواقعية.
