نقترح لك

مواضع وأوقات يُكره فيها الصلاة على النبي

أوقات لا يستحب فيها الصلاة على النبي ﷺ

الصلاة على النبي ﷺ من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وهي سبب لرفعة الدرجات ومحو السيئات، بل إنها من أبواب القرب العظيمة التي فتحها الله لعباده. ومع ذلك، فقد تحدث العلماء عن بعض المواضع والأوقات التي لا يستحب فيها الجهر بالصلاة على النبي أو الإكثار منها باللسان، لا لكونها مكروهة في ذاتها، بل لأنها تدخل في عموم الأذكار التي تُكره في هذه الأحوال.

مواضع وأوقات يُكره فيها الصلاة على النبي

مواطن لا يستحب فيها الصلاة على النبي عليك الإلمام بها

رغم أن الصلاة على النبي ﷺ من أعظم الأذكار وأقربها إلى القلوب، إلا أن الإسلام علّمنا أن لكل عبادة أدبها وموضعها المناسب. فليست العبرة بكثرة الذكر وحدها، بل بحسن توقيته وتعظيمه كما يليق بمقامه الشريف. لذلك تحدّث العلماء عن بعض الأحوال التي يُستحب فيها ترك الصلاة على النبي باللسان، لا انتقاصًا من فضلها، بل احترامًا لقدسيتها، وحفاظًا على مكانتها العالية في النفوس. وفهم هذه المواضع يجعل المسلم أكثر وعيًا في عبادته، وأقرب إلى الاتباع الصحيح لهدي النبي ﷺ.

1. عند البيع والشراء

كثيرًا ما نرى في التجارة تكرار لجملة "صلي على النبي" سواء من قبل البائع أو المشتري، وخصوصًا التاجر أو صاحب البضاعة، وهذا موضع يكره فيه الصلاة على النبي من باب تنزيه الرسول الكريم صل الله عليه وسلم وذكره، فقد أجمع الفقهاء وعلماء الحنيفية على تحريم الصلاة على النبي عند البيع والشراء.

وأصل الكراهة هنا على وجهين، فإذا كان البائع يريد بالفعل الأجر والثواب أثناء عملية البيع، تكون الكراهة هنا كراهة تنزيهية، أما إن كان التاجر يريد تجميل بضاعته وتسويقه لها من خلال ذكر النبي والصلاة عليه أثناء البيع والتجارة، هنا تعد كراهة تحريمية لا ينبغي لأي مسلم التعامل بهذه الطريقة في البيع والشراء.

2. عند الإعجاب بشيء

كم مرة صادفت أحدهم يصلي على النبي، عند التعجب من شيء أو الإعجاب والانبهار بأمر ما؟ وهذه عادة خاطئة نشأنا عليها، فهي ليس لها أصل في السنة أو القرآن، الأمر الذي يُسمى بالإحداث في الدين - كل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار - أخي المسلم الكريم الموحد بالله سبحانه وتعالى، الله يقول في كتابه الكريم "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا".

لذا يجب علينا الإلتزام بما يمليه علينا ديننا الحنيف دون عوج أو إحداث، فقد ذكر لنا الله عز وجل في القرآن قصة الرجلين، إذ أُعجب أحدهم من جنة أخيه عندما دخلها، وقد قال هذا الرجل المؤمن عند رؤيته لها "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، وهنا يعلمنا ربنا كيف نستقبل التعجب بشيء والانبهار به، وقد جاء في السنة المطهرة، عند رؤية ما يعجبك من أخيك أن تدعو له بالبركة، بأن تقول "اللهم بارك" أو "تبارك الله" أو كما قال رسول الله ﷺ، وذلك لدفع العين والحسد من النفس، ونسب الفضل لله وحده.

3. عند عمل محرم

هناك أشياء يقوم بها الناس خلال يومهم وتكون من المحرمات، وقد يُتبعونها بالصلاة على النبي. فقد نجد أن هناك من ينظر إلى امرأة فاتنة ويقول "الصلاة على النبي" دون توقير لذكر النبي صل الله عليه وسلم، فهذا وقت وموضع لا يليق بذكر الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام.

ونرى الكثير من أصحاب الحفلات والمهرجانات سواء مغنيين أو مقدمي حفلات، يحيون لياليهم بالصلاة على النبي، فنرى المغني الفلاني يقول ويصيح في الميكروفون (صلوا على النبي - صلوا على رسول الله)، وهل يليق بالنبي وذكره الشريف هذه المواضع المُخلة بتوقير الرسول ﷺ؟! أماكن مليئة بالأغاني والموسيقى والقينات وما يغضب الله ورسوله، ومن ثم تجد أحدهم يطلب من الحاضرين الصلاة على الرسول الكريم!، عجبًا لهذا الانحطاط الفكري، والأسوء أننا نجد من يستجب لهم، وكله يرجع إلى انخفاض وعي الناس بدينهم ومكانة رسولهم الكريم.

مواضع أخرى لا يستحب فيها الصلاة على النبي   

عند قضاء الحاجة

من آداب الإسلام أن يحفظ المسلم لسانه عن الذكر عند دخول الخلاء أو أثناء قضاء الحاجة. ولهذا، يكره أن يصلي المسلم على النبي ﷺ بلسانه في هذا الموضع، ويُكتفى بالذكر القلبي، تعظيماً لاسم الله ورسوله ﷺ عن أن يُذكر في مكان يُستقذر.

أثناء خطبة الجمعة

خطبة الجمعة وقت عظيم للاستماع والإنصات، قال رسول الله ﷺ: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت». ومن هذا الباب، كره العلماء أن ينشغل المصلّي بالصلاة على النبي أو غيرها من الأذكار بصوت يسمعه من بجانبه، لأن الواجب حينها هو الإصغاء للخطبة.

داخل الصلاة في غير موضعها

لا شك أن التشهد والصلاة الإبراهيمية في الصلاة من أركانها، لكن خارج هذه المواضع لا يُشرع أن يقطع القارئ تلاوته للصلاة على النبي ﷺ. فمثلاً، إذا كان يقرأ سورة من القرآن في الركعة، الأفضل أن يتم القراءة كما هي دون إدخال الصلاة على النبي إلا حيث ورد مشروعاً.

عند الجماع أو مباشرة النجاسات

من الأدب أن يُنزه المسلم ذكر الله ورسوله ﷺ عن أن يُذكر في لحظات لا تليق، مثل حال الجماع أو ملامسة النجاسات. هنا لا يُستحب الذكر باللسان، وإنما يمكن أن يكون الذكر بالقلب.

في الختام، تبقى الصلاة على النبي لها آدابها وتوقيرها؛ التي ينبغي علينا التمسك بها، فهي عبادة عظيمة وفضلها لا ينقطع في الليل أو النهار، لكن تكره فقط في المواضع التي يكره فيها الذكر باللسان تعظيماً لشأنها، لا لأنها في ذاتها غير مستحبة، بل هي باب من أبواب الرحمة والمغفرة والخير، لكن هذه الأوقات لا تليق بذكره الشريف تنزيهًا له وتكريمًا لذكره.

لو قدرنا نفيدك أدعمنا بـ المتابعة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-