الصور المفبركة ل بسنت خالد قضية أثارت الرأى العام المصري خلال الأيام الماضية، أصبحت بسنت خالد إحدى ضحايا الابتزاز الإلكتروني، سنتناول معكم من خلال موقع مقال دوت كوم هذه الحادثة بشكل تفصيلي في هذه المقالة.
قصة الصور المفبركة ل بسنت خالد
تبدأ القصة باتصال شاب من نفس القرية التي تعيش بها بسنت، وطلب هذا الشاب موعد غرامي معها ولكن الفتاة قامت بصده، فكان من الشاب أن توعدها بالانتقام قائلا لها "والله لجيب مرخيرك الأرض" وهذا ما صرحت به المجني عليها لأمها أثناء نقلها إلى المستشفى بعد تناولها حبوب سامة تستعمل في حفظ الغلال.
وأنتشرت صور وفيديوهات في أوضاع مُخلة لبسنت خالد بعدها بأيام، وتفاجئ والد بسنت من هذه الصور والفيديوهات المتداولة بين شباب القرية لإبنته، واستنكر والد بسنت هذه الصور وأدلى بأنها لا علاقة لها بإبنته وأنها مفبركة، وتعرضت بسنت خالد لصدمة عند مشاهدتها لهذه الصور، وقالت "ده مش أنا، والله ما أنا، أنا عمري ما أعمل كده" و أتبعت قائلة "أن شابا حاول أن يكون هناك علاقة بينهما، وعندما رفضت قام بفبركة الصور والفيديوهات وأرسالها لها.
ذهب الوالد لأداء صلاة الجمعة، وبعد أداء الصلاة سمع الوالد بخبر انتحار بسنت بهذه الحبوب السامة، وقد قاموا بالذهاب بها إلى المستشفى ووضعها تحت عناية مركزة خاصة ولكنها لم تجدي نفعا، وتوفت بعد حجزها بالعناية المركزة ساعة ونصف لتقع بسنت خالد ضحية للابتزاز الإلكتروني، وتنتهي حياة إنسانة في مقتبل العمر نتيجة تصرفات شباب معدومي الضمير أستخدموا الوجه الأسود من التكنولوجيا والتقنية، و ردود فعل ممن حولها غير مسئولة سواء من المدرس والزميلات والأقارب.
انتحار بسنت خالد بسبب الصور المفبركة
قام أهل بسنت بمواجهتها بالفيديوهات والصور المفبركة، وكان رد بسنت لهم وهى منهاره أن ليس لها علاقة بهذه الصور، وأن هناك شابًا أراد قيام علاقة معها ولكنها رفضت وصدته، ولكن الشاب توعدها بالإنتقام، وأرسل إليها هذه الصور المركبة ليبتزها.
قامت الأم بإحتواء بنتها وهى تعلم أن بنتها بريئة، وطالبت الأم من والد بسنت بأخذ حق إبنته من هذا الشاب. وكانت بسنت في هذه الفترة منقطعة عن المدرسة والدروس بسبب ما تمر به ظروف نفسية سيئة، ثم جاء يوم وذهبت الفتاة لدرس الفيزياء وهناك سخر منها المدرس وقال لها "بقيتِ ترند" أو شئ من هذا القبيل، وهنا أنهارت الفتاة وذهبت إلى بيتها ودخلت حجرتها وتعاطت حبوب الغلة السامة، وقد ذهب الأب لأداء صلاة الجمعة في المسجد بقرية كفر يعقوب بمحافظة الغربية، وأثناء رجوعه من الصلاة سمع بخبر تناول إبنته بسنت هذه الحبة السامة، وتم نقلها إلى المستشفى ودخلت العناية المركزة ثم فارقت الحياة بعدها بساعة ونصف.
وقد كتبت بسنت خالد رسالة إلى والديها قبل تعاطيها الأقراص السامة تقول فيها "ماما ياريت تفهميني أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة والله العظيم وقسمًا بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلي ده أنا جالي اكتئاب بجد، أنا ياماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد، مش أنا والله أنا متربية أحسن تربية".
حرر والد بسنت خالد محضر بقسم الشرطة التابع له القرية ضد الشابين الذين قاموا بفبركة الصور والفيديوهات، وكانت بسنت قد أدلت بأسم الشاب الذي أبتزها أثناء ذهابها إلى المستشفى، وقد ألقت الشرطة القبض على الشابين ومعهم مدرس الفيزياء الذي تنمر على بسنت خالد مما دفعها إلى الإنتحار.
فتاة الغربية بسنت خالد ضحية الابتزاز الإلكتروني
هنا تطُل علينا التكنولوجيا بوجهها الأسود الخبيث وجانبها المظلم من خلال هذه الحادثة، حيث تعرضت الفتاة لحالة من الابتزاز الإلكتروني من خلال تركيب صور وفيديوهات غير لائقة لها، ثم القيام بتهديدها بنشر هذه الفيديوهات و الصور المفبركة على الإنترنت، وعندما رفضت بسنت خالد طلب الشاب الذي يبتزها بهذه الصور المركبة، قام الشاب بنشر الصور والفيديوهات المفبركة بين شباب القرية، مما أدى إلى ما لا يُحمد عقباه بعد ذلك بانتحار فتاة الغربية بنت السابعة عشر من عمرها.
تظهر لنا هذه الواقعة بأن لكل شئٍ ثمن، فعلى الرغم من منافع التقدم التكنولوجي والتقني وتيسير الحياة من خلاله في العقود الأخيرة؛ إلا أن هناك سلبيات وأضرار تلحق بالبشرية بسبب هذا التقدم أيضا. وجدير بالذكر أن واقعة فتاة الغربية بسنت خالد ليست الأولى من حالات الابتزاز الإلكتروني، فقد أوضحت شقيقة بسنت أن هذه ليست المرة الأولى التي يبتزون فيها فتيات القرية وأنهم فعلوا ذلك من قبل أكثر من مرة.
هناك الكثير من حالات الابتزاز التي تحدث يوميًا على مختلف موافع الإنترنت نتيجة الوصول السهل لمستخدمي التكنولوجيا، واختراق حساباتهم، والوصول إلى معلومات شخصية مهمة، و التحكم بهم وتهديدهم بأى طريقة من طرق الابتزاز الإلكتروني.
أنصح بهذا المقال: 5 طرق لمنع سرقة البيانات الشخصية عبر الإنترنت
الصور المفبركة ل بسنت خالد و رأى الدين
يجرم ديننا الحنيف مثل هذه الأفعال، وأن من يفعل ذلك ملعون ومطرود من رحمة الله في الدنيا والآخرة كما قال الله في كتابه الكريم "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، أيضًا يُعد قذف المحصنات الغافلات من الموبقات السبع التي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بتجنبها لخطورتها على المجتمع الإسلامي حيث ورد في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) متفق عليه.
صرحت دار الإفتاء المصرية أن عملية الابتزاز الإلكتروني التي تعرضت لها بسنت خالد بنشر صور مفبركة لها على مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها جريمة، وأن الشريعة الإسلامية جاءت للحفاظ على الضرورات الخمس وهى الدين والنفس والعرض والعقل والمال. وفي هذه القضية، قام الشابين بإنتهاك هذه الضرورات والاعتداء عليها فيما يخص فتاة الغربية، وفي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم "لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلمًا".
في النهاية، تبقى واقعة الصور المفبركة ل بسنت خالد فتاة الغربية إحدى أشكال الابتزاز الإلكتروني التي تُمارس على مستخدمي شبكة الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة سواء من خلال التطبيقات أو المواقع الإلكترونية، وهذا ما يعكس لنا مساوئ تكنولوجيا المعلومات أو ما يسمى لغة العصر، وهو ما يؤكد لنا أن التكنولوجيا الحديثة وما يتبعها من تقنيات معقدة ودقيقة تبقى سلاح ذو حدين كأى شئ على هذه الأرض.