نقترح لك

فضل معلم القرآن في الإسلام وأجره

فضل معلم القرآن عظيم عند الله سبحانه وتعالى، فهو معلم الناس الخير بل أعظم خيري الدنيا والآخرة وهو القرآن الكريم كلام الله الذي نزل على رسوله العدنان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أمره الله وأمرنا من بعده بتبليغ هذه الرسالة العظيمة إلى العالمين، وقد كفل الله لمعلم القرآن الأجر العظيم في الدنيا والأخرة، وميزه عن جميع البشر بالخيرية في الدنيا والأخرة، وقد تبين ذلك من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وهنا في هذا المقال نستعرض معكم أخواني أجر وفضل معلم كلام الله للناس.

فضل معلم القرآن في الإسلام وأجره
فضل معلم القرآن

فضل معلم القرآن الكريم

لا يوجد على ظهر هذه الأرض أفضل ممن يُعلِّم الناس كلام الله، فقد أنسب الله له الخيرية في الدنيا والآخرة على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

والقرآن هو أفضل الكتب، وأفضل الذكر، وأحسن الحديث، لذلك كان معلم القرآن أفضل الناس وأخيرهم، وأجره هو أعظم الأجر والثواب سواء كان في الدنيا أو الآخرة، لهذا كان فضل معلم الناس القرآن عظيمًا عند الناس وعند رب الناس.

وهناك من العلماء من فضًل معلم القرآن على المجاهد في سبيل الله وهو ذروة سنام الإسلام، وقد سُئِل سفيان الثوري في مجلسه عن الجهاد وتعليم القرآن أيهما أفضل؟ فرجح الثاني محتجًا على بقول النبي "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

أجر معلم القرآن

تعتبر المساهمة في تعليم القرآن من أفضل الأعمال وأعلى أشكال الدعوة إلى الله منزلة ومكانة، وأعظم البشر الداعين إلى الخير، وأعظم الخير هو نشر العلم بين الناس، وأفضل العلم كلام الله عز وجل، وهم مثابون مأجورون بإذن الله؛ ويظل أجر معلم القرآن أفضل أنواع الثواب؛ فهو أجر ممتد بلا انقطاع، وهو من النفع المتعدي الدائم الذي يثاب عليه صاحبه ولو بعد مماته، فعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من علَّم علمًا فله أجر من عمل به، لا ينقص من أجر العامل"، تخيل أن هذا على معلم الناس الخير، فما جزاء وثواب معلم الناس الخير وهو كلام الله سبحانه وتعالى.

وفضل تعلم القرآن وتعليمه للناس لا يقتصر على الإنسان المتعلم أو الحافظ فقط، بل يؤجر أيضًا الوالدين يوم القيامة بتاج من نور، حيث ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "من قرأ القرآن وتعلَّمه وعمِل به، أُلبِسَ يوم القيامة تاجًا من نورٍ ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والديه حُلَّتان لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان: بما كُسينا؟ فيُقال: بأخذ ولدكما القرآن"، وهنا في الحديث الشريف يتبين لنا أن أجر معلم القرآن لا يقف عند المعلم نفسه بل يسري الثواب إلى الوالدين، يا له من شرف وعزة يوم القيامة.

فضل معلم القرآن في الإسلام

معلم القرآن له فضل كبير في دين الإسلام، فالإسلام حث على احترام المعلم وتقديره واجلاله، وكان الصحابة رضوان الله عليهم أعلم الناس بقيمة ومكانة المعلم، وظهر ذلك من خلال تأدبهم مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإجلالهم له، ومن بعدهم التابعين وتابعين التابعين؛ حيث ورِثوا عادة تقدير معلم القرآن والتأدب في التعامل معه.

وقد جاء القرآن والسنة بآيات وأحاديث تدل على فضل من يتعلم القرآن ويعلمه، حيث دلت العديد من الآيات في القرآن الكريم على فضل العلم والعلماء، ويعد معلم الناس القرآن من خيار الأمة بل أخيرهم في الحقيقة، فيما يلي بعض الآيات القرآنية التي تضمن للمعلم فضله ومكانته في الدنيا والآخرة:

  • قال الله تعالى في كتابه الكريم "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ".
  • وقوله سبحانه وتعالى "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِ"، فتعليم القرآن باب كبير من أبواب الدعوة إلى الله عز وجل.
  • وقول الله في سورة البقرة "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، حيث يتوعد الله الذين يكتمون القرآن ولا يبينون آياته بين الناس بالطرد من رحمة الله.
  • وقوله في سورة المائدة "قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"، في هذه الآية يأمرنا الله تعالى بتعلم القرآن وتعليمه وتبليغه لجميع الأمم، لأننا خير الأمم ومن نحمل الرسالة الحق.

تحدثت السنة النبوية في أكثر من موضع على فضل العلم والمعلم، وهناك من الأحاديث ما خص العلم بجملته ومنه ما حدد فضل تعليم القرآن وفضل معلمه، وقد أوصى رسولنا الكريم بالعلم، لما فيه من رفعة للإنسان ومعرفة حق الله والتقرب إليه وعبادته والتفريق به بين الحق والباطل، من هنا نسرد لكم بعض الأحاديث عن فضل العلم والمعلم.

حديث عن فضل معلم القرآن

هنا نذكر لكم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معلم القرآن خاصة، وما ورد عن فضل المعلم والعلم بشكل عام، وهي كالتالي:

  • قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي علَى أدناكم، إِنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- وملائِكتَهُ، وأهل السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الملائكةَ لتَضَعُ أجنِحتَها لطالبِ العِلمِ؛ رِضًا بما طَلَبَ).
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وإن العالمَ لَيستغفرُ له مَن في السماواتِ ومن في الأرضِ، حتى الحيتانُ في الماءِ، وفضل العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، وإن العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ).
  • قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
  • قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا مَلعونةٌ، مَلعونٌ ما فيها، إلَّا ذِكرَ اللهِ، أو مُعلِّمًا، أو مُتعلِّمًا).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن علَّمَ عِلمًا فلَه أجرُ من عَمِلَ بِه لا ينقُصُ من أجْرِ العامِلِ).

أهمية تعليم القرآن

تتمثل أهمية تعليم القرآن وأهمية وجود معلم القرآن في عدة نقاط وهي كالتالي:

  1. فقد جاء عن أهل العلم أن تعليم القرآن فرض كفاية على المسلمين، إن قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، وإن لم يوجد في المجتمع من يقوم بهذا الواجب إلا واحد أو قلة تعين عليهم، وقد ثبت عن الإمام النووي رحمه الله قوله "تعليم المتعلمين - أي القرآن - فرض كفاية، فإن لم يكن من يصلح له إلا واحد تعين عليه".
  2. تعليم القرآن الكريم باب عظيم للدعوة إلى الله عز وجل، حيث قال تعالى في سورة فصلت "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ". وقد جاء على لسان الحافظ ابن حجر "والدعاء إلى الله تعالى يقع بأمور شتى، من جملتها تعليم القرآن، وهو أشرف الجميع"، ومعلم القرآن والعامل به من خيار الأمة بل أخيرهم.
  3. القرآن هو أساس الدين وبه تعرف الشرائع والأحكام، وبنوره تستضيء الأمة وتسير على طريقة التي أختارها الله لها. وما يؤكد أهمية تعليم القرآن وفضل معلمه على الفرد والمجتمع؛ أن الله قد أخذ العهد والميثاق على كل أمة أنزل عليها الكتاب أن تتعلمه وتعلمه ولا تكتم منه شيئًا، أو تقصر في نشر تعاليمه بين الناس، كما قال تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ".

ختامًا، قد سردنا في هذا المقال فضل معلم القرآن وأجره في الدنيا والآخرة، ثم تطرقنا إلى فضل العلم وأهله في الإسلام، بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد وضحنا أيضًا مدى أهمية تعليم القرآن على الفرد والمجتمع الإسلامي. وفي الأخير، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته.

في الأخير، لو قدرت أفيدكم بمعلومة أو أضفت لكم 1% قيمة أرجو المتابعة 🙏❤

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-