شلل السوق السوداء للدولار في مصر بعد تعويم الجنيه في البنك المركزي المصري، حيث تعرضت السوق الموازية للدولار لحالة من الركود عقب تحرير سعر صرف مرن للجنيه أمام الدولار في السوق الرسمية. تعالوا معنا نتعرف على ظاهرة شلل السوق السوداء وأسبابها ونتائجها خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم.
شلل السوق السوداء للدولار في مصر
أصيبت السوق السوداء بحالة من الركود أو الجمود منذ أمس بعد قرار البنك المركزي المصري بتعويم الجنيه أمام الدولار الأمريكي وتحرير سعر الصرف في البنوك، حيث يتوقف أو يتقلص نشاط البيع والشراء فيها بشكل كبير.
أسباب شلل السوق السوداء في مصر
1. وفرة الدولار في السوق الرسمية
ساهم توفير الدولار في البنك المركزي بعد إتمام صفقات استثمارية كبرى على رأسها صفقة تنمية رأس الحكمة، مع ودائع دولارية من دولة الإمارات العربية، أنعشت خزينة البنك المركزي بالعملة الصعبة و زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي، مما يجعل الدولار الرسمي متاح للمستثمرين والمستوردين، مما يؤدى إلى ركود السوق السوداء للعملات وتوقف نشاطها.
2. سعر صرف مرن للجنيه
يعد تحرير أسعار الصرف للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية سبب رئيسي في تدمير السوق السوداء، حيث يتقارب سعر الدولار الرسمي بشكل كبير من سعر الدولار في السوق السوداء، ومع توفير الدولار في القنوات الرسمية المتمثلة في البنوك، يلجأ المستوردين إلى السوق الرسمي لتداول العملات، مما يؤدي إلى انهيار السوق السوداء في الأخير.
3. رقابة حكومية مشددة
تفرض الحكومة المصرية رقابة مشددة على كل من يتعامل بالعملة الصعبة، وتتخذ إجراءات صارمة اتجاه مكافحة السوق السوداء للعملة الصعبة، مما أدى إلى تقنين التعامل في السوق الموازية للدولار بين التجار، وهو ما سبب شلل لحركة السوق السوداء.
4. ارتفاع أسعار الفائدة
وعلى الرغم من مساوئ زيادة سعر الفائدة التي لا تخفى على أحد، إلا أن السياسة النقدية للبلاد يمكن أن تستخدمها كأداة لخفض معدلات التضخم، وسحب العملة المحلية من الأسواق مما يقلل من تداولها، ومن ثم يقل المعروض منها، فتزداد قيمتها، والذي من شأنه عن يؤثر بالسلب على السوق السوداء للدولار ويسبب شللها وتوقف النشاط فيها ولو لمدة مؤقتة.
نتائج شلل السوق السوداء في مصر فيما هو قادم
1. انخفاض الأسعار
شلل السوق السوداء للدولار يعمل على خفض أسعار السلع والخدمات، وخصوصًا السلع التي يتم استيرادها من الخارج، وذلك لتوفر العملة الصعبة، و استقرار سعر الصرف للجنيه؛ والذي يتم اعتماده من البنك المركزي المصري.
2. زيادة إيرادات الحكومة
تزداد إيرادات الحكومة المصرية من الجمارك والضرائب، وذلك لتوفير الدولار للمستوردين والمستثمرين؛ للإفراج عن السلع المحجوزة بالجمارك و المواني، حيث يصبح لدى التجار القدرة على تسديد الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة وغيرها من إجراءات الإفراج الجمركي عن البضائع المستوردة.
3. تراجع ظاهرة الاحتكار
مع صعوبة توفير العملة الصعبة، وارتفاع سعر الدولار لمستويات قياسية بالسوق السوداء، يصعب عملية الاستيراد و التصنيع، مما يتجه الكثير إلى المنتجات المحلية، ومن ثم يقوم أصحاب السلع والمنتجات المحلية باحتكار السلع والمواد الخام عن طريق تخزينها، حتى يزيد سعرها بسبب قلة المعروض منها، وساهمت عدم القدرة على الإفراج عن البضائع الموجودة في الموانئ المصرية إلى تفاقم هذه الأزمة، مما أدى في النهاية إلى إرتفاع الأسعار بشكل جنوني. ومع انهيار السوق السوداء، واستقرار سعر الصرف، ووفرة الدولار الرسمي، أصبح الاحتكار والتخزين أمر سلبي للغاية للتجار، يسبب الكثير من الخسائر.
4. تقليل الفساد
يؤدي شلل السوق السوداء للدولار إلى تقليل الفساد بشكل كبير، وذلك لأن تجار الدولار الأسود يكونون غير قادرين على ممارسة أنشطتهم غير القانونية.
5. تحسين الاقتصاد
يتحسن الاقتصاد كثيرًا مع شلل السوق السوداء، وذلك لتوفير السلع والمنتجات بأسعار أكثر عدلًا، مما يقلل من معدل التضخم، ويزداد النمو الاقتصادي، ويقل ما يعرف بالركود الاقتصادي، وتوقف العجلة الاقتصادية للبلاد.
في النهاية، تعد عملية شلل السوق السوداء أمر إيجابي لأي اقتصاد، حيث يؤثر توقف نشاطها على الأسعار ومعدلات التضخم، بحيث تنخفض الأسعار بشكل كبير، وتصبح السلع متاحة ومتوفرة أكثر في الأسواق، مما يحسن من الأداء الاقتصادي للبلد بشكل عام.