فترة ما بعد الولادة هى فترة صعبة ومليئة بالتحديات، وخاصة ما تكون مفاجئة إذا كانت المرة الأولى للوالدين، أي لابد للوالدين من التعلم والتثقف حول هذه الفترة قبل إنجابهما لأطفالهم. لذا نقدم لكم في هذا المقال أشهر أمراض الأطفال حديثي الولادة، وأهم وأبرز المشاكل الصحية التي تصيب الاطفال الرضع عند الولادة خلال الأسابيع الأولى، ومنها ما هو طبيعي ومنها ما يحتاج إلى تدخل طبي أو جراحي.
 |
| أمراض الأطفال حديثي الولادة |
أبرز 14 مرض يُصيب الأطفال حديثي الولادة
يتعرض الكثير من الأطفال حديثي الولادة لبعض الأمراض والمشاكل الصحية، حيث يكون الطفل معرض في هذه المرحلة لأيًا من الامراض المعروفة لدى طب الأطفال التي تصيب الاطفال الرضع عند الولادة وبعدها، وعلى الوالدين الاهتمام بالطفل حديث الولادة، والمتابعة مع الطبيب لفحص وتشخيص حالة الأطفال بعد الولادة؛ وأثناء الأسابيع الأولى من عمر الطفل الرضيع. انطلاقًا من هنا، نذكر لكم أعزائي أشهر الأمراض التي يتعرض لها الاطفال حديثي الولادة وكيفية تعامل الآباء مع هذه الامراض؛ في حال إصابة الأطفال حديثي الولادة والرضع بها.
ننصح بـ: أبرز أمراض الخريف الشائعة وكيفية الوقاية منها
1. الصفراء الفسيولوجية (اليرقان)
يعد هذا المرض من أكثر امراض الاطفال حديثي الولادة شيوعًا، ويرجع ذلك إلى أن الإنزيمات في الكبد تكون غير نشطة بعد الولادة مباشرةً، وتحتاج إلي بضعة أيام أو اسبوع لتنشط وتقوم بواجبها في تكسير مادة الصفراء، أثناء هذه الفترة تتراكم المادة في جسم الطفل، وتعطي الجلد والعين اللون الاصفر الذي يزيد وينتشر في الجسم. بعد الإسبوع الأول تبدأ عادة في الإنخفاض تدريجياً، ولكن إذا زادت عن نسبة معينة تتحول إلى صفراء مرضية وتحتاج إلى تدخل طبي.
2. الصفراء المرضية
يحدث هذا المرض لحديثي الولادة أحيانًا في بعض حالات تكسير الدم، والتي قد تحدث إذا كانت فصيلة دم الأم O أو سالب، في هذه الحالة قد يحتاج طفلك إلى تغيير دمه بفصيلة لا تسبب تكسيرًا للدم، وهي عملية بسيطة لكنها تتم في الحضانة بواسطة طبيب أطفال متخصص، وبعد انتهائها يوضع الطفل على جهاز ضوئي لعدة أيام حسب احتياجه واستجابته.
3. صعوبة التنفس
تعتبر صعوبة التنفس و عدوى الجهاز التنفسي من الأمراض الشائعة بين الأطفال وحديثي الولادة بالخصوص، وهناك أسباب عديدة قد تؤدي لصعوبة تنفس الطفل خلال أيامه الأولى بعد ولادته، منها أسباب بسيطة مثل تراكم المياه داخل الرئتين خاصة مع الولادة القيصيرية؛ وفي هذا الحالة تحتاج الأطفال حديثي الولادة فقط إلى أكسجين وشفط جيد.
وهناك أسباب أكثر تعقيدًا مثل عدم نضج الرئتين أو مشاكل في القلب، وهذا يحتاج إلى عناية مركزة وتدخل وتناول بعض ادوية الكورتيزون في مثل هذه الحالات تحت اشراف طبيب أطفال مختص.
قد يهمك أيضًا: عدوى الهربس الفموي عند الأطفال والرضع
4. العيوب الخلقية
تعد العيوب الخلقية ﻣﻦ أشهر أمراض الأطفال حديثي الولادة على الإطلاق، وجدير بالذكر أن كثير من هذه العيوب يمكن تشخيصها أثناء الفحص بالموجات الصوتية أثناء الحمل.
5. تقوس القدم
ﻣﻦ الممكن أن يُصاب حديثي الولادة بهذا المرض، ويحتاج في معظم الأحوال إلى تمرينات يقوم بها الوالدان بضغط القدم إلى أعلى، بحيث يتلامس وجه القدم مع قصبة الرجل خمس مرات يومياً، في أحيان أخرى؛ عندما يكون التقوس شديداً، يحتاج الطفل إلى وضع قدمه في جبيرة بواسطة طبيب عظام أطفال.
6. انسداد القناة الدمعية
القناة الدمعية عبارة عن قناة رفيعة بين العين والأنف تعمل على تسريب الدموع الزائدة من العين إلى الأنف، فتحتها في الزاوية الداخلية للعين الأقرب إلى الأنف. انسداد هذه القناة يؤدي إلى تراكم الدموع في عين طفلك ثم نزولها على خد الطفل دون أن يبكي، كما أنها تسمح بنمو الميكروبات وتكوين الإفرازات التي تؤدي إلى التهابات متكررة.
تعالج هذه الحالة بعمل تدليك للقناة الدمعية عن طريق غلق فتحة القناة الموجودة في العين، ثم الضغط بشكل دائري عليها بقوة لا تصل إلى الألم، ويتم ذلك بعدد 5 ضغطات لخمس مرات يومياً، هذه التمارين قادرة على توسيع القناة الدمعية في معظم الأطفال وتقي من الإحتياج لعمل عملية توسيع لها.
7. الشفة الأرنبية
تولد بعض الأطفال بشق في منتصف الشفة، وقد يمتد إلى سقف الحلق، ويحتاج ذلك إلى متابعة من طبيب الأطفال لتعليم الأم كيفية الرضاعة الطبيعية، حتى نمنع دخول اللبن إلى حنجرته، وقد يحتاج إلى استخدام شفاط للبن الأم، ومن ثم إعطائه الطفل عن طريق الببرونة وحلمة صناعية مخصصة لنقل هذه الحالة، وذلك إلى أن تسمح سنه بعمل عملية تجميل؛ وهي عملية جيدة ونتائجها مضمونة.
8. الفتق السري
هو عبارة عن ضعف في عضلات البطن للأطفال حديثي الولادة، يسمح بخروج الأمعاء منها تحت الجلد فيبدو أن السرة أكبر، وقد تصل إلى حجم الزيتونة أو الليمونة، ويمكن أن نحس الهواء واللبن يجريان فيها لأن بها الأمعاء، ويعتبر مرض الفتاء السري من أبرز أمراض الأطفال حديثي اﻟﻮﻻدة، وللعلم ليس هناك خطورة منه ولا يحتاج إلى تدخل طبي أو جراحي، وغير مستحب ربطه بأي رباط بطن حتى وإن زاد حجمه فكل ما هو مطلوب أن يتم متابعته حتى سن العام، لأن الأغلبية العظمى تقوى عضلات البطن لديهم قبل عام من عمرهم وتدخل السرة إلى موضعها الطبيعي، ونسبئة ضئيلة جدًا فقط هي التي قد تحتاج إلى تدخل جراحي.
9. الفتق القربي
هو ضعف في عضلة البطن يسمح بخروج الأمعاء في القناة الجنينية التي نزلت منها الخصية في الولد، والمبيض في البنت، أثناء التكوين من البطن إلى الحوض، هذه القناة عادة ما تعلق، لكن أحياناً تبقى مفتوحة وتسمح بنزول الأمعاء في هذه القناة الضيقة، وهو ما ينتج عنه ورم إلى اليمين أو يسار الجهاز التناسلي لدى البنت أو الولد، وهنا يعتبر مرض الفتق يحتاج إلى زيارة الطبيب والتدخل الجراحي مباشرة.
10. الخصية المعلقة
تتكون الخصيتين في بطن الجنين، وتتحرك أثناء الأشهر الأخيرة في قناة جنينية تصلها بالكيس، حيث يمكن أن تحس بالكشف عليها بعد الولادة.
إذا ولد الطفل مبتسرًا قبل موعد الولادة، أو إذا تأخر نزول الخصيتين ولم تحسا في الكيس تسمى هذه الحالة (خصية معلقة)، وعادةً ما تتم متابعتها حتي تمام الشهر السادس للأطفال حديثي الولادة، فإذا لم تنزل من تلقاء نفسها يتم استشارة جراح أطفال ليحدد إذا كانت تحتاج إلى عملية جراحية لإنزالها وتثبيتها.
11. انسداد الشرج
هو عيب خلقي في الشرح يحدث نتيجة ضيق أو انسداد تان في قناة الشرج، وينتج عنه عدم القدرة على إخراج البراز، ونحتاج في ذلك إلى تدخل جراحي؛ لذلك من المهم متابعة الطفل بعد الولادة والتأكد من إخراجه للبراز في اليوم الأول بعد ولادته، وعادةً ما يكون لونه أسود وغامقًا ولينًا.
12. قيء السائل الأمنيوني
طوال فترة الحمل يقوم الطفل ببلع السائل المحيط به في الرحم، وبعد الولادة قد يحدث قيء متكرر بسبب هذا السائل ويكون لونه أصفر، وقد يكون مصاحبًا له بعد النقط السوداء، ويحدث ذلك على مدار الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة، وهذا أمر طبيعي ولا يحتاج لعلاج.
13. إفرازات مهبلية
أثناء الأشهر الأولى بعد ولادة الفتيات تكون هناك إفرازات بيضاء سميكة من المهبل، وهي طبيعية جدًا ولا تحتاج لأي علاج، ويتم تنظيفها مع غيار الحفاظ فقط بإستخدام الماء بشكل رقيق، ولا داعي لإزالتها كاملة فهي تختفي مع الوقت.
14. كبر حجم ثدي المولود
يأتي هذا المرض للاطفال حديثي الولادة أثناء الرضاعة، حيث ينتقل نسبة كبيرة من هرمون الأم المرضعة ( الاستروجين، وهو يكون نسبته مرتفعة في الدم لدى الأم بفعل الحمل والرضاعة) إلى الرضيع في لبنها، ويؤدي إلى زيادة في حجم ثدي الرضيع سواء كان ذكر أو أنثى.
هذا أمر طبيعي ويجب عدم الضغط على الثدي أو محاولة إخراج أي لبن منه ( يعرف هذا الأمر بتعصير ثدي الرضع، وهو تعامل خاطئ موروث يجب أن نحذر منه وأن نتجنبه)، لأن هذا يؤدي إلى حدوث التهابات خطيرة جدًا.
وفي الختام، نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا بعد أن ذكرنا لكم أبرز وأشهر امراض الأطفال حديثي الولادة، وما قد يتعرضون له من مشاكل صحية ومضاعفات خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، وكيفية مواجهة الآباء لهذه الأمراض والمشاكل بطرق صحية وأسلوب خالي من الخرافات الموروثة الخاطئة التي نراها أثناء التعامل مع بعض الحالات السابق ذكرها.
لو استفدت من المحتوى، نرجو المتابعة