نقترح لك

أهم أسباب حرائق الغابات في الجزائر وتأثيرها والحلول المطروحة

أسباب حرائق الغابات المتتالية في الجزائر وتأثيرها وأبرز الحلول الممكنة، هو ما نتحدث عنه خلال هذا المقال من موقع مقال دوت كوم، حيث تكررت ظاهرة حرائق الغابات في دولة الجزائر وغيرها من دول البحر المتوسط خلال الفترة الأخيرة، لذا نوضح لكم أبرز العوامل المؤدية للحرائق وآثارها والحلول المطروحة لحل المشكلة.

أهم أسباب حرائق الغابات في الجزائر وتأثيرها والحلول المطروحة
حرائق الجزائر المستمرة

حرائق الغابات التي تشكل جزءًا من الاضطرابات الطبيعية الضرورية للنمو الجديد، هي من حيث المبدأ ذات أصل طبيعي. وهي ناجمة عن البرق أو العواصف، وتمثل أقل من 10 بالمائة من الحرائق التي تندلع في جميع أنحاء العالم. وفي المقابل، فإن 90 في المائة من حرائق الغابات هي من صنع الإنسان. نذكر لكم خلال السطور التالية أهم أسباب حرائق الغابات في الجزائر وتأثيرها.

أسباب اندلاع الحرائق في غابات الجزائر

هناك العديد من العوامل التي تتسبب في اندلاع حرائق الجزائر منها عوامل طبيعية ومنها ما هو بشري نتيجة التصرفات البشرية المتطرفة أو الإهمال البشري وغيرها الكثير.

العوامل الطبيعية المسببة لحرائق الجزائر

  • البرق. يعد البرق من أشهر مسببات الحريق الطبيعية في الغابات، حيث يتسبب تفريغ الشحنات الكهربائية الناتجة عن ظاهرة البرق إلى نشوب النار في الأشجار والغابات.
  • العواصف. تعد الرياح الشديدة القوية في نشوب الحريق في مساحة أكبر من غابات المتوسط، لأنها تساهم في انتشار النار بشكل كبير في أوقات قصيرة، مما يصعب السيطرة على الحرائق من البداية، وتحمل تكاليف كبيرة جراء حدوث الحريق.
  • موجات الحر الشديدة. تسبب موجات الحر التي تتجاوز 50 درجة في جفاف أوراق النباتات، مما يجعله أكثر عرضة للاشتعال، يعد الجفاف الناتج من ارتفاع درجات الحرارة أحد أهم الأسباب وقوع حرائق غابات الجزائر، لأنها من البلاد التي سجلت أعلى درجات الحرارة خلال مواسم الصيف.

العوامل البشرية المسببة لحرائق الجزائر

  • من بين المصادر الأكثر شيوعًا لاندلاع الحرائق أعمال الحقد أو تعمد الأذى من قبل البشر.
  • الإهمال المتنوع، وإلقاء القمامة، وإعادة إشعال الحرائق، وما إلى ذلك من تصرفات البشر المتهورة.
  • الأنشطة الزراعية من حرق النباتات التالفة الضارة، قد تسبب حرائق هائلة بالغابات.
  • إذا تتجدد الغابة بشكل طبيعي بعد الحريق، لكن الحرائق المتعاقبة للغابات يمكن أن يضر بمتانتها. يمثل الوضع المناخي الحالي صعوبة أخرى في تجديد الغابات. يمكن تفسير قلة التجدد بغياب الظروف الملائمة لإنبات البذور، إما لأن الأشجار البذرية لا تنتج بذورًا خصبة أو بسبب قلة هطول الأمطار.

أسباب أخرى وراء حرائق غابات الجزائر

يعد تردد النار متغيرًا مهمًا جدًا في هذه المعادلة. إذا كانت دورة الحرائق أقل من 30 عامًا، فقد يؤدي ذلك إلى صعوبة تجديد الغابات، وهي نباتات كثيفة مميزة في المناظر الطبيعية للبحر الأبيض المتوسط.

ومع ذلك، فمن المشروع أن نتساءل ما الذي يجعل حرائق الغابات ليس أكثر تواترا فحسب، بل وأيضا أكثر عنفا ولا يمكن السيطرة عليها بشكل ملحوظ.

وتبين أن حرائق الغابات تتكرر خلال موسم الجفاف الذي يمتد من أوائل يونيو إلى أواخر أكتوبر من كل عام. خلال هذه الفترة، تتعرض النباتات للإجهاد المائي. تفقد النباتات كمية كبيرة من الماء الممتص من خلال عملية التبخر من أجل الوصول إلى توازن درجة حرارة معينة. يجف الغطاء النباتي وبالتالي يوفر وقودًا ممتازًا للحرائق.

البحر الأبيض المتوسط "نقطة ساخنة" للاحتباس الحراري

بينما يشهد عالمنا حاليًا اضطرابات مناخية كبيرة، فإن الزيادة في متوسط درجة حرارة الكوكب مستمرة في الارتفاع. والبحر الأبيض المتوسط ليس استثناءً، خاصة وأن تقريراً جديداً للأمم المتحدة يقول إن المنطقة أصبحت "نقطة ساخنة" للاحتباس الحراري. كما أن التقرير المؤقت الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والذي نُشر في أغسطس/آب، مثير للقلق أيضاً. ومن المتوقع على مدى العقود القليلة المقبلة أن ترتفع درجات الحرارة حول منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل أسرع من ارتفاعها على مستوى العالم. ونتيجة لهذا فإن مساحة الغابات المحترقة قد تتضاعف أو تتضاعف ثلاث مرات، اعتماداً على الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.

قد يهمك أيضًا: أبرز إيجابيات وسلبيات تغير المناخ

ومع وجود مساحات كبيرة من النباتات الجافة، سوف تنتشر الحرائق بشكل أسرع ويصبح من الصعب الاستجابة لها. وهذا يعني أننا سنواجه حلقة مفرغة: فقد أصبحت حرائق الغابات أسوأ بفِعل الانحباس الحراري العالمي وسوف تطلق المزيد من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة الاحتباس الحراري العالمي.

تأثير الحرائق المستمرة لغابات الجزائر

الغابات وإن أصبحت معرضة بشكل كبير لمخاطر الاحتباس الحراري العالمي، إلا أنها أفضل حلفائنا في التخفيف من آثار تغير المناخ. وهي ما نسميه "بالوعات الكربون"، حيث تمتص الكربون وتعزله، وبالتالي تقلل تركيزه في الغلاف الجوي. توفر النظم البيئية للغابات خدمات أخرى تعرف باسم "خدمات النظام البيئي". الخدمات المجانية التي لن تساعدنا في التخفيف من آثار تغير المناخ فحسب، بل ستساعدنا أيضًا في تطوير خطط التكيف بناءً على خدماتها العديدة.

  1. تشمل الآثار البيئية والصحية الأخرى لحرائق الغابات التأثيرات على تكوين التربة وبنيتها، والكائنات الحية الدقيقة، وديناميكيات الغطاء النباتي، والحياة البرية، والمناظر الطبيعية، ودورة المياه، ونوعية المياه، وما إلى ذلك.
  2. هناك أيضًا خطر الفيضانات، التي يمكن أن تؤدي إلى خسارة التنوع البيولوجي.
  3. هناك أيضا خطر التآكل. إن تعرض التربة وتعديل بنيتها بسبب الحرائق يزيد من هذا الخطر، خاصة على المنحدرات الشديدة كما هو الحال في الجبال.
  4. التأثيرات على الصحة الجسدية والعقلية عديدة. الجسيمات الدقيقة في الدخان الناتج عن الحرائق تجعل التنفس صعبًا ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم أمراض القلب والجهاز التنفسي.
  5. تشكل آثار حرائق الغابات على الصحة العقلية مصدر قلق كبير. يمكن أن تكون عمليات الإخلاء غير المتوقعة مؤلمة، وتضع الأشخاص تحت ضغط شديد لفترات طويلة من الزمن، مما قد يكون له تأثير كبير على الصحة العقلية.
  6. لحرائق الغابات أيضًا تكلفة اقتصادية كبيرة. وتنقسم هذه التكاليف إلى تكاليف مباشرة، مثل مكافحة الحرائق، والأضرار المادية (المنازل، والبنية التحتية، والمركبات)، والغابات المدمرة، وفقدان خدمات النظام البيئي وتدهورها، وما إلى ذلك، والتكاليف غير المباشرة مثل فقدان الاستخدامات، واستعادة الغطاء النباتي والمناظر الطبيعية، وغيرها من الآثار السلبية على الاقتصاد السياحي والترفيهي.

الحلول الممكنة لمنع أو تقليل وتيرة الحرائق الجزائرية

  1. للتكيف مع الحرائق التي قد تصبح أكثر تواترا وشدة، يجب أولا وضع استراتيجية للوقاية من الحرائق.
  2. يجب النظر إلى هذه الاستراتيجية على أنها نظام يدمج القطاعات المختلفة، بأن تكون جميع قطاعات الدولة كتلة واحدة تعمل لأجل هدف واحد.
  3. إن رفع مستوى الوعي من خلال دمج المجتمع المدني أمر ضروري، بأن نزيد من عملية التثقيف والوعي بتعليمات السلامة والصحة المهنية والحماية المدنية، للتعرف على طرق تجنب نشوب الحرائق و الوقاية منها و طرق إطفاء الحرائق.
  4. سيساعد رسم خرائط المناطق المعرضة للحرائق على التنبؤ بالمخاطر.
  5. يعد التنظيف الموسمي وقطع الغابات الخطية (مصدات الحرائق) من التدخلات المهمة قبل بداية موسم الجفاف.
  6. ونظراً للوضع الحالي وما يمليه علينا من تردد الحرائق بغابات المتوسط، علينا اقتناء معدات الرصد والتدخل هي من الأولويات الأكثر إلحاحاً.

ماذا بعد حرائق الغابات بالجزائر؟

وخلافا لرد الفعل الفوري للمواطنين المطالبين بإعادة تشجير المناطق المحروقة، يوصي المختصون بالانتظار ما بين سنة إلى ثلاث سنوات لإعطاء الغابة وقتا لتتجدد بشكل طبيعي. ولذلك، يجب أن نكون حريصين على عدم التصرف بشكل متسرع أو متهور. يجب أن نبدأ بما هو عاجل للقيام به بعد تقييم الضرر. ويشمل ذلك تقييم مخاطر التآكل ومنعها، والسيطرة على المخاطر الصحية (الجزيئات الدقيقة، وجثث الحيوانات، وما إلى ذلك)، وتقليم الأشجار المتساقطة، ومن ثم قطع الصنوبريات التالفة وفقًا لتدقيق المتخصصين.

ختامًا، كما ذكر أعلاه بسبب تغير المناخ، من المرجح أن تصبح حرائق الغابات أكثر تواترًا وشدة في بلدان البحر الأبيض المتوسط. ولذلك فمن الضروري وضع استراتيجية للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها، والتي تصنف ضمن المخاطر العشرة الكبرى المدرجة في القانون 04-20 المؤرخ في 25 ديسمبر 2004 المتعلق بالوقاية من المخاطر الكبرى وإدارة الكوارث في سياق تنمية مستدامة. وينبغي أن يبدأ ذلك بتوعية المواطنين وتدريبهم في إطار خطة وطنية محتملة للتكيف مع تغير المناخ. ذلك أن التعايش مع الكوارث الطبيعية، بما في ذلك حرائق الغابات، يمكن أن يصبح جزءاً من حياتنا اليومية إذا لم يتم القيام بأي شيء في جميع أنحاء العالم لاتخاذ إجراءات حقيقية ضد تغير المناخ، الذي أصبحت عواقبه الخطيرة على البشرية وكوكب الأرض حقيقة ملموسة الآن.

لو قدرنا نقدم لك معلومة جديدة فدعمنا بـ المتابعة ❤

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-