يعد هذا العنوان غريبًا لدى البعض، لكنه حقيقي بدرجة تجعلك تنصدم من سلوك يعتبر طبيعيًا لدى أي إنسان، فالكل يأكل حتى الشبع دون أن يعلم ما عواقب ذلك السلوك المتبع عند تناول الطعام. هل فعلًا الوصول إلى حالة الشبع عند الأكل هو تصرف غير صحي؟ وما هي الآثار السلبية للشبع؟ وما هي الحلول لتجنب الشعور بالشبع وآثاره الجانبية الخطيرة؟ سنجاوب في هذا المقال من موقع مقال دوت كوم على كل هذه الأسئلة؛ التي تدور حول واحد من أكثر السلوكيات الخاطئة التي نمارسها يوميًا، دون وعي بمدى الخطر المحتمل وراء هذه العادة السيئة عند تناول الطعام.
الشبع المفرط |
هل فعلًا الشبع كارثة صحية؟
إذا كنت تريد إجابة مباشرة على هذا السؤال فهي نعم، وهنا نقصد الشبع المفرط الذي يصل بالجسم إلى حالة من التخمة وليس الشبع الطبيعي؛ الذي يصل له الإنسان قبل امتلاء المعدة؛ الذي يحدث عند الإفراط في تناول الطعام ويسبب العديد من المشاكل الصحية، وبذلك يتجلى لنا الفرق بين الشبع والامتلاء. نرجع لموضوعنا لماذا الوصول إلى الشبع المفرط أو الامتلاء هو كارثة صحية؟ خلال السطور التالية نذكر السبب الرئيسي وراء مشكلة أو خطورة أن يشعر الإنسان بالشبع أثناء الأكل.
لكي تعي وتعرف أن الوصول لحالة الشبع عند الأكل هو سلوك غير صحي و يسبب مشاكل صحية، ينبغي معرفة كيفية عمل المعدة أثناء تناول الطعام، عندها تعلم أن الشبع هو مشكلة المشاكل، لما له من آثار سلبية على الجهاز الهضمي بشكل خاص والصحة العامة عموما. عند البدء في الأكل تبدأ المعدة في الامتلاء وتمتد حتى تصل لحالة الشبع الطبيعي، ومن ثم يرسل العصب المبهم الخارج من المعدة للدماغ إشارات إلى الدماغ، عندها يرسل المخ إشارات بالشبع المتمثلة في الإحساس بالشبع.
المشكلة هنا أن هذه العملية تستغرق حوالي 20 دقيقة، مما يعني أن الإنسان منا يأكل أكثر من طاقته بمقدار 20 دقيقة في الوجبة الواحدة، وهو ما يصل بالإنسان إلى حالة الامتلاء أو الشبع المفرط، وقد قال عليه الصلاة والسلام:"ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه". بعد أن تعرفت على السبب الذي يجعل الشبع مشكلة صحية كبيرة، نوضح لك فيما هو قادم الآثار السلبية للشبع على صحة الإنسان.
الآثار السلبية للشبع المفرط
يكمن تأثير الشبع السلبي الحاصل بسبب الإفراط في الأكل، وامتلاء المعدة بأكثر من اللازم في إحداث اضطرابات هضمية في وظائف الجهاز الهضمي، والذي يمثل بدوره مركز الصيانة للجسم بأكمله، لذا عند حدوث اضطراب في أداء وظائفه، فإنه يُدلي بأثره على صحة الجسم العامة، ومن هذه الآثار الجانبية السلبية ما يلي:
- آلام المعدة نتيجة حالة الامتلاء الناتجة من كثرة الأكل.
- رغبة في النوم بسبب وصول الجسم لحالة من التخمة، وذلك لوجود الدم في منطقة البطن للتركيز على عملية الهضم.
- حدوث عسر هضم نتيجة كمية الأكل الكبيرة في المعدة، وقد يسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية الموجودة بالطعام.
- الشعور بالخمول والكسل بسبب انسحاب الدم من الأطراف والدماغ ووجوده بالبطن للمساعدة في عملية الهضم.
أما مع تكرار هذه العادات في تناول الطعام على المدى الطويل، قد يسبب السمنة وأمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني ومشاكل بالمفاصل وغيرها من الأمراض المزمنة، والوصول إلى حالة من التدهور الصحي.
الحلول الممكنة لتجنب الشبع المفرط
إذا وصلت لهذه النقطة في هذا الموضوع المهم الذي يهمنا جميعا، فأنت مهتم حقًا بمعرفة الحل، هل الحل يكمن في إني أنهي الأكل وأنا مازلت جائع؟ ليس بالضبط، ولكن هناك طرق لتناول الطعام لتجنب الوصول إلى حالة الشبع المفرط أو التخمة التي قد تسبب الكثير من الأمراض والأسقام، وهي كالتالي:
- تناول الطعام ببطء، فهو يجعل تشعر بالشبع من خلال تناول القليل من الطعام.
- الانتباه لرسائل الشبع الذي يرسلها جسمك عند الأكل.
- تجنب الوجبات الصغيرة لأن إشارات الشبع تكون أضعف، مما يفقد الشعور بالشبع السريع، وتناول المزيد السعرات الحرارية.
- الانتباه لنوعية الطعام، فهو عامل مهم للتخلص من هذه العادة السيئة، ركز على أطعمة تحتوي على البروتين والألياف فهي أسرع في إرسال إشارات الشبع من المعدة إلى الدماغ.
تعد هذه الأساليب هي خطوات فعالة لعدم بلوغ حالة الشبع المسببة لمشاكل صحية وآثار جانبية سلبية نحن في غنى عنها، لذا يمكننا القول أن حل هذه المشكلة الصحية التي نتعرض لها بشكل يومي مع كل وجبة نتناولها، يكمن في قول رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع".
ختامًا، لا تصل أخي الكريم لحالة الشبع كما وصانا الرسول ﷺ، فهو يسحبك لدوامة من الأمراض منها العضوية والنفسية، وكن أكثر وعيًا عند تناول المأكولات والمشروبات، حتى تنعم بصحة جيدة، آدام الله عليكم الصحة والعافية.
لو عجبك المحتوى، وتريد الاستفادة بالمزيد أدعمنا بـ الـمـتـابـعـة