نقترح لك

تحسين ذاكرة الأطفال بطرق يومية بسيطة

كيفية زيادة قوة الذاكرة عند الأطفال

قد يعاني بعض الأطفال من ضعف الذاكرة والنسيان أثناء الدراسة، لذا يسعى الكثير من الآباء لتقوية ذاكرة أطفالهم، وتحسين أداء الدماغ لديهم، لتعزيز عملية التحصيل الدراسي خلال جلسات المذاكرة. وقد يعتقد البعض أن الأمر يحتاج إلى المزيد من المكملات الغذائية المكلفة أو الوصفات المعقدة، ولكن الحقيقة عكس ذلك؛ مع اتباع بعض العادات الصحية التي تدعم أداء الذاكرة، وتساعد بشكل كبير في سرعة الحفظ والاستيعاب. نستعرض في هذا المقال من موقع مقال دوت كوم كيفية زيادة قوة الذاكرة لدى الأطفال بطرق بسيطة وفعالة، تساعد على الدراسة بذكاء أكبر وبناء مهارات ذاكرة قوية.

تحسين ذاكرة الأطفال بطرق يومية بسيطة

كيفية تقوية ذاكرة الأطفال

الذاكرة هي القوة العظمى الخفية التي تغذي رحلة تعلم الطفل، لكن الذاكرة لا تقتصر على الجينات فقط. إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في تذكر جداول الضرب أو استرجاع المعلومات وقت الامتحانات، يمكن تقوية ذاكرته وتدريبها من خلال اتباع أسلوب حياة يساعد في تحسين ذاكرة أولادك أثناء أوقات الدراسة. وقد وجد علماء الأعصاب أن الدماغ يتكيف بشكل كبير في مرحلة الطفولة، وأن العادات اليومية تعزز بشكل كبير قدرة الطفل على تخزين المعلومات واسترجاعها.

لا يقتصر تعزيز قوة الذاكرة لدى الأطفال على المكملات الغذائية باهظة الثمن أو الدروس الدراسية التي لا تنتهي، بل يعتمد على عادات بسيطة مدعومة علميًا بشكل كبير، تشمل النوم السليم، والتذكر النشط، والنشاط البدني المنتظم، والتغذية السليمة للدماغ. نسرد لكم خلال السطور التالية أربع طرق علمية يُمكن لكل والد تجربتها لمساعدة طفله على تقوية ذاكرته.

1. النوم عالي الجودة

أكثر ما يساهم في تقوية الذاكرة عند الأطفال هو النوم الجيد، حيث تبين أن النوم يُقوي الروابط العصبية التي تتكون خلال النهار، مُحوّلاً الدروس القصيرة إلى معرفة طويلة الأمد. يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم في تحسين ذاكرتهم من خلال ضمان نوم جيد يتمثل في نوم كافي أثناء الليل، بأن ينام الطفل من 9 إلى 11 ساعة ليلاً، وأن ينام مبكرًا، حيث يُمنع السهر على الأطفال للحفاظ على قدراتهم الذهنية خلال يومهم الدراسي، وفي بيئة نوم هادئة وإضاءة خافتة للحصول على نوم عميق بالليل، مما يحسن من إفراز مادة ال  ميلاتونين، التي تحسن من جودة النوم لدى الأطفال. 

نشرت دراسة عام 2013 في مجلة أبحاث النوم، أن الأطفال الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم المنتظم كان أداؤهم أفضل في اختبارات استرجاع الذاكرة مقارنةً بمن لديهم جداول نوم غير منتظمة، فالنوم من العوامل الأساسية لزيادة قوة الذاكرة وتحسين وظائف الدماغ الذهنية.

2. التذكر النشط يتفوق على إعادة القراءة

إن مجرد إعادة قراءة الملاحظات ليس بنفس فعالية اختبار الذاكرة. يمكن للوالدين تشجيع أطفالهم على إغلاق كتبهم وتلاوة الإجابات أو حتى اختبارهم في ألعاب ممتعة. في دراسة بارزة نُشرت عام 2008 في مجلة "ساينس"، لاحظ الباحثون أن الطلاب الذين مارسوا التذكر النشط من خلال استرجاع المعلومات من الذاكرة دون النظر إليها، احتفظوا بما يصل إلى 50% أكثر من أولئك الذين اكتفوا بإعادة قراءة المادة.

3. النشاط البدني

اللعب والتمارين الرياضية ليس مفيدًا للعضلات فحسب، بل يُغذي الدماغ أيضًا. تشجيع اللعب في الهواء الطلق، أو ممارسة الرياضة، أو المشي 20 دقيقة يوميًا، يمكن أن يعزز ذاكرة الأطفال بشكل لا تستطيع الكتب المدرسية وحدها تحقيقه. أظهر بحث نُشر عام 2014 في مجلة "نيوروساينس آند بيو" أن التمارين الهوائية تزيد من تدفق الدم إلى الحُصين (مركز الذاكرة بالدماغ)، مما يُحسّن الذاكرة العاملة والاحتفاظ بها على المدى الطويل.

4. التغذية الواعية 

تؤثر خيارات الطعام بشكل مباشر على الذاكرة. فالحد من تناول السكر الزائد يمنع انهيار الطاقة الذي يُضعف التركيز، بينما تُشكل الأطعمة الكاملة والفواكه الملونة وشرب الماء أساسًا غذائيًا لتذكر وتركيز أقوى. وقد وجدت دراسة نُشرت عام ٢٠١٦ في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض أوميغا ٣ الدهنية (مثل الأسماك والمكسرات والبذور) ترتبط بتحسين أداء الذاكرة لدى الأطفال والمراهقين، وتدعم صحة الدماغ لديهم.

في النهاية، تذكّر أن بناء ذاكرة قوية لطفلك لا يعتمد على الدروس الخصوصية أو الحفظ المتكرر فقط، بل يبدأ من تفاصيل صغيرة في حياته اليومية: نوم منتظم، نشاط بدني، طعام صحي، وتدريب ذكي على التذكر. هذه العادات البسيطة تصنع فارقًا كبيرًا مع مرور الوقت، وتمنحه قدرة على التعلم بتركيز وثقة أكبر. جربها مع طفلك، وستلاحظ بنفسك كيف يصبح أكثر استعدادًا لمواجهة دراسته وحياته بخطوات ثابتة وذاكرة أقوى.

لو استفدت من المحتوى، نرجو المتابعة
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-